لا للصمت على الإبادة
رسالة مفتوحة من جامعة بيرزيت في فلسطين إلى المؤسسات الأكاديمية حول العالم.
تدعو جامعة بيرزيت مؤسسات التعليم في العالم الى أخذ إجراءات عينية لإيقاف حرب الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون وإنهاء الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي في فلسطين.
بعد عشرة أيام من القصف الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة -المحاصر منذ 17 عاماً-ارتقى أكثر من 2900 شهيد فلسطيني، ثلثهم من الأطفال، وتجاوزت أعداد الجرحى أكثر من 12 ألف جريحا، وتهجير متعمد لأكثر من نصف مليون فلسطيني، والدعوة إلى ترحيل مليون آخر من شمال القطاع وتدمير أكثر من ستين ألف وحدة سكنية، إضافة إلى استهداف المستشفيات والمدارس والجامعات.
إن الخطاب الصادر عن ممثلي حكومة الاحتلال كوصف الفلسطينيين بـ “الحيوانات البشرية" وإسقاط صفة الإنسانية عنهم ومنع وصول الطعام والمياه والكهرباء والوقود إلى سكان قطاع غزة هو استمرار للأيديولوجيا العنصرية التي قامت عليها إسرائيل منذ تأسيسيها. هذه الأيديولوجيا العنصرية التي بدأت ممارساتها في حرب الإبادة في نكبة عام 1948 مستمرة بشكل يومي منذ ذلك التاريخ في ظل تواطؤ وحصانة غربية، وما يحدث في غزة ليس إلا فصلاً جديداً من فصول الإبادة.
تدعو جامعة بيرزيت المجتمع الأكاديمي العالمي، والنقابات، والطلبة للوفاء بواجبهم الفكري والأكاديمي في البحث عن الحقيقة وأخذ مسافة نقدية من التضليل الإعلامي وعمليات شيطنة النضال الفلسطيني والعمل على محاسبة مرتكبي الإبادة الجماعية وكل من يتواطأ معهم.
نحمّل الجامعات الإسرائيلية المسؤولية أيضا، إذ إنها مكون مركزي في نظام الفصل العنصري وبنية الاستعمار الاستيطاني بتواطؤها في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان عن طريق تطوير الأسلحة والأنظمة والعقائد العسكرية والتسويغ القانوني للاستهداف الجماعي للفلسطينيين. لذا، يتوجب نبذ هذه المؤسسات الأكاديمية من قبل المجتمع الأكاديمي الدولي.
تطالب جامعة بيرزيت المجتمع الأكاديمي في العالم بالتدخل الفوري لإيقاف هذا العدوان الهمجي، وحماية الفلسطينيين من هذه الموجة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وإيقاف التطهير العرقي في كامل فلسطين.
إن الحصانة التي يمنحها المجتمع الدولي لقوات الاحتلال الإسرائيلية والتي تمكنه من الاستمرار في الإفلات من العقاب يجب أن تتوقف فوراً.