ضمن مساق "غزة ودراسات الإبادة": دائرة العلوم السياسية تستضيف د. وليد حباس لمناقشة دراسات الإبادة في الجامعات الإسرائيلية

في إطار مساق "غزة ودراسات الإبادة" الذي تقدّمه دائرة العلوم السياسية في كلية الحقوق والإدارة العامة بجامعة بيرزيت، استضاف المساق د. وليد حباس، الباحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، حيث قدّم مداخلة بعنوان "دراسات الإبادة في الجامعات الإسرائيلية"، استعرض خلالها واقع هذا الحقل المعرفي في السياق الأكاديمي الإسرائيلي.

سلّط حباس الضوء على التداخل بين المعرفة والسلطة في الأكاديميا الإسرائيلية، مشيرًا إلى هيمنة الرواية الصهيونية الاستعمارية التي تضع الهولوكوست في موقع "أمّ الإبادات"، وتتعامل معه كحدث استثنائي فريد لا يقبل المقارنة أو المساءلة. وأشار إلى أن هذا التصور يترافق مع صمت شبه مطبق من المؤسسة الأكاديمية الرسمية في إسرائيل إزاء ما يجري في غزة من عمليات إبادة ممنهجة.

كما تناول حباس بعض الأصوات الإسرائيلية التي تجرأت على نقد الحرب على غزة، مستعرضًا كيف سعت إلى فضح ممارسات الإبادة التي تنفذها إسرائيل، وما واجهته من قمع وتهميش داخل المؤسسات الأكاديمية السائدة.

وتطرقت المداخلة إلى البنية المؤسسية المسيطرة على دراسات الهولوكوست في إسرائيل، مثل متحف "ياد فاشيم" والجامعات الكبرى، مبينًا كيف تُستخدم الذاكرة الجماعية للهولوكوست كأداة لإعادة إنتاج خطاب الهيمنة ومنع أي محاولة للنقد الأكاديمي الجاد.

وفي السياق ذاته، قارن حباس بين تعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست" (IHRA)، الذي يُتهم باستخدامه لتجريم النقد السياسي لإسرائيل عبر الخلط بين معاداة السامية وانتقاد السياسات الاستعمارية، و"إعلان القدس" (JDA) الذي أعدّه أكثر من 200 باحث، ويطرح تعريفًا بديلاً يحمي حرية التعبير ويسمح بفهم الإبادات الجماعية ضمن سياقاتها التاريخية والسياسية المتنوعة.

تأتي هذه الندوة في سياق اهتمام جامعة بيرزيت بتقديم قراءات نقدية معمقة لما يجري في غزة، وتعزيز التفكير النقدي لدى الطلبة في تناول قضايا الإبادة والاستعمار والعدالة الدولية، من خلال ربط المساقات الأكاديمية بالتحليل الراهن للسياقات السياسية.