د.جابي برامكي

  حياته :-
         ولد د. غابي برامكي في مدينة القدس عام 1929 وقد تخرج من كلية  بيرزيت سنة 1946، وحصل على البكالوريوس الماجستير من الجامعة الأمريكية في بيروت والدكتوراه من جامعة مكجيل في كندا،  وبدأ العمل في المؤسسة اعتباراً من العام 1954، وتبوأ العديد من المناصب الرفيعة على مدى سنوات، فمن مدرس رئيسي  إلى مدير المدرسة الثانوية، ثم عميد الكلية المتوسطة،  وكان من ضمن فريق تطوير الكلية إلى جامعة عام 1972، ثم رئيساً للجامعة  بالوكالة في الفترة ما بين 1974-1993 أثناء إبعاد رئيس الجامعة عن فلسطين، وقد كانت من أصعب الفترات التي مر فيها الوطن، وقد قام بإدارة الجامعة بكل حكمة وصبر، حتى تم تجاوز هذه الفترة بسلام.  وبقي المرحوم حتى وفاته عضواً عاملا في مجلس أمناء الجامعة.
كان د. برامكي  أحد مؤسسي مجلس التعليم العالي الفلسطيني سنة 1977، وعمل مستشاراً في وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية لعدة سنوات وكان من رواد بناء ودعم المؤسسات الوطنية  والمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل وتشجيع المنتج الوطني. وقد أرخ د. برامكي لعمله الجامعي في كتابه "مقاومة سلمية: بناء جامعة فلسطينية تحت للاحتلال".  
 
 
أصدقاء د. برامكي :-
 
  عزمي بشارة ينعى جابي برامكي
  رحيل جابي برامكي         عملت في جامعة بير زيت طيلة عقد بين العامين 1986-1996، كان خلالها د. جبابي برامكي مديرا فعليا للجامعة، مع العلم ان لقبه نائب رئيس الجامعة كان وفاء للدكتور حنا ناصر رئيس الجامعة الذي ابعدته سلطات الاحتلال، ثم عاد مع قيام السلطة الفلسطينية ونتمنى له طول العمر.
من عمل في الجامعة في تلك السنوات الصعبة والجميلة، سنوات الانتفاضة الأولى، يعرف كيف حافظت الإدارة والهيئة التدريسية على سير التعليم وعلى المستوى الأكاديمي في أعقد ظروف الإغلاق والحواجز وغيرها، ويعرف كيف يقدر هذا الجهد الصامت والرصين (والحازم في الوقت ذاته) في بناء مؤسسة أكاديمية مرموقة وصرحا وطنيا يعتبر تجمعا ثقافيا رئيسيا في ظل الاحتلال. وسوف يأتي وقت يمكننا التحدث فيه بالتفصيل عن تلك المرحلة الهامة.
كان هنالك طبعا من يقاوم الاحتلال، وكان هنالك من يبني بمثابرة وصمت مقومات الصمود والمقاومة والوجود، وجابي برامكي أحد بناة التعليم الجامعي الفسطيني، ففيما عدا إدارة جامعة بيرزيت كان أيضا رئيسا لمجلس التعليم العالي، الذي كان مهتما بالحصول على الاعتراف الأكاديمي والحياة الجامعية ويبحث عن تمويل للجامعات ولرواتب الأساتدة طيلة العام الدراسي (وبالطبع كان هنالك من يزايد في عنف موجه ذاتيا كما في نفسية الإنسان المقهور عن فانون). التقيته بعد ذلك عدة مرات إذ لم الق محاضرة أو ندوة إلا ورأيته وزوجته العزيزة هيفاء في مقدمة الحاضرين، وكان تحملهم المشقة يحرجني. وحتى حين اضطرتني الظروف ان التقي مع مؤسسة مواطن في رام الله عبر الفيديو كونفرنس كنت ألمحه في كل مرة، وعلمت أنه ينشط في الحملة العالمية للمقاطعة الاكاديمية ضد إسرائيل، وكان قد واظب على نهج مقاطعة الجامعات الاسرائيلية حين كان يدير الجامعة.  تحية لذكراه وتعازي للزملاء والزميلات في أسرة جامعة بيرزيت والى هيفاء والأهل جميعا.
جابي برامكي ... جذورُ العطاءِ التي لا تجفّ
قبل أيام من مفارقتنا، طلبَ من رفيقة دربه السيدة هيفاء برامكي أن تقرأ له آخر مراسلات الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمة والثقافية لإسرائيل ليُبدي رأيه في رسالة كانت الحملة تعدّ لتوجيهها لنشطاء المقاطعة في جامعات جنوب أفريقيا لحثهم على تصعيد وتيرة المقاطعة هناك. ذُهلنا جميعاً في اللجنة التوجيهية للحملة عندما رأينا رد جابي على الرسالة! كيف يمكن لشخص في غرفة العناية المكثّفة بالمستشفى يراوح بين الغيبوبة والوعي أن يفكر بواجباته النضالية حتى آخر رمق.
ولكن هنا يكمُن السرّ، فزميلنا وصديقنا الحبيب جابي لم يكن مجرد شخص؛ كان حالة إنسانية نبيلة قلّما تتكرر ... كرّس حياته للتربية والتعليم والكفاح ضد الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي ولنيل حقوقنا غير المنقوصة، وعلى رأسها تقرير المصير والحرية والعدالة.
لم يُشعرنا أو يشعر أحداً في أي مناسبة بمكانته المرموقة أو حتى بعقود عمره الثمانية، الغنية بالتجارب والخبرات القيّمة. كان يشارك في كل شيء كزميل لا ينشُد تميّزاً عن أحد، رغم تميّزه عن الجميع.
عندما قررنا إطلاق حملة ضد متحف إسرائيلي مقام في منزل عائلة برامكي في القدس والذي صودر من والده خلال نكبة عام 1948، كنا نبحث تفاصيل قصة نهب البيت، كبيوت عشرات آلاف الفلسطينيين الذين اقتلعنهم وهجرتهم العصابات الصهيونية وبعدها دولة الاحتلال، تفاصيل الجمالية المعمارية الخاصة للبيت، تفاصيل تهجير العائلة إلى ما بات يعرف بالقدس الشرقية ... كان جابي يشارك في التفكير والتخطيط بتجرّد من علاقته المباشرة مع القصة. استمر ذلك حتى وصف لنا جابي كيف كان والده، مهندس البيت وصاحبه، يذهب كل يوم إلى الحدّ الفاصل بين شطري المدينة المقدسة المنكوبة، ليجلس ساعات يراقب بيته المنهوب، بصمت، بحرقة، وبإصرار على التواصل معه، على الأقل روحياً. وقتها تغلّب الحزن لوهلة على رباطة جأش جابي، ولكن فقط لوهلة.
من رئاسة جامعة بيرزيت بالنيابة، بعد إبعاد رئيسها د. حنّا ناصر، إلى قيادته مع زملاء وزميلات له للمظاهرات الوطنية ضد إغلاق سلطات الاحتلال للجامعات الفلسطينية في 1988، في خضمّ الانتفاضة الأولى، ومن مساهماته في تطوير التعليم في فلسطين من خلال مناصبه في وزارة التربية والتعليم العالي ومجلس التعليم العالي وغيرها، إلى مشاركته تطوعاً في العديد من المؤسسات الأهلية الرائدة، كان جابي برامكي محل إجماع وطني واحترام شعبي قل نظيرهما.
أما مساهمته في بناء حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها من خلال تطوعه في اللجنة التوجيهية للحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل فقد كانت هادئة، فعّالة، مثابرة، خلاقة وكريمة إلى أبعد الحدود. كان جابي بالنسبة لنا "دبلوماسي الحملة" دون منازع. كان رجل المهام الصعبة الذي لم يتورع لحظة عن طرق باب أي وزير أو مسؤول لتصويب خطأ أو لمناهضة مشروع تطبيعي أو لنشر ثقافة المقاطعة في المدارس كجزء مكوّن من تربية الجيل الناشئ على مفاهيم الحرية والعدالة وتحقيق الذات من خلال النضال ضد الظلم.
إن كان أفضل التربويين هو من يربّي من خلال تحفيز التعلّم، لا تكريس "التعليم" (بمفهوم التلقين والوصاية على العقول)، فقد تعلّمنا جميعاً من جابي، دون أن "يعلّمَنا"، معنى الجمع بين الكرامة والتواضع والعطاء اللا-محدود في سيرورة التحرر التي تبدأ بالضرورة بتحرير العقول.
سنفتقد جابي برامكي، التربوي، المناضل بامتياز، والزميل ... سيفتقده الفلسطينيون/ات جميعاً ... بل سيفتقده كل من يناضل في العالم من أجل حياة حرة كريمة.
 
د. برامكي في عيون الاعلام  :-
 
 جامعة بيرزيت وسردية الانتصار على الموتمؤسسة الدراسات الفلسطينية / عبد الرحيم الشيخ
 وسيم وجابي وأحمد-بقلم رامي مهداوي، صحيفة الأيام 
وفاة د. غابي برامكي نائب رئيس الجامعة بيرزيت سابقا، وكالة وفا  
وفاة د.جابي برامكي رئيس جامعة بيرزيت سابقا، شبكة فلسطين للأنباء
رحيل جابي برامكي .. "المقاتل الشرس" في "المقاومة السلمية" عبر التعليم، وطن للأنباء
وفاة الدكتور جابي برامكي نائب رئيس جامعة بيرزيت سابقا، الحياة الجديدة
سنفتقدك يا غابي !، جريدة القدس
مذكرات جابي برامكي (1929-2012): جامعة بيرزيت وسردية  الانتصار على الموت، صحيفة الايام  
رحيل الدكتور جابي برامكي ...دمعة إخلاص وابتسامة عزّ ، دنيا الرأي
الموت غيب د.جابي برامكي أبو جامعة بيرزيت الحديثة، مدونتي