د. عبد الطيف أبو حجلة: أنجزنا المبنى الأول من الحديقة التكنولوجية الأولى من نوعها في فلسطين

"تقوم رؤية جامعة بيرزيت على المساهمة في الإنتاج المعرفي في بعديه الوطني والعالمي. ومن هنا، بدأت الجامعة بتعزيز فكرة الابتكار والإبداع في منظومتها التعليمية التعلمية، ودمج التكنولوجيا فيها، لتكون نمط حياة وجزءاً أصيلاً من ثقافة الجامعة بهيئتها الأكاديمية وطلبتها. وكان تقديم 20 دونماً من أراضي الجامعة لبناء الحديقة التكنولوجية الفلسطينية (التكنوبارك) الأولى في العام 2016، من مساهمات الجامعة الحقيقية في المشهد الريادي في فلسطين". 

هكذا بدأ رئيس مجلس إدارة الحديقة التكنولوجية الفلسطينية، رئيس جامعة بيرزيت، د. عبد اللطيف أبو حجلة حديثه في مقابلة له من أمام المبنى الجديد، التي تحدث فيها عن سير المشروع وإنجاز المبنى الأول منه. 

يضيف د. أبو حجلة: "يقوم المبنى الأول في الحديقة التكنولوجية الفلسطينية على مساحة 9500 متر مربع على أرض جامعة بيرزيت، ويتكون مبنى "الحديقة التكنولوجية الفلسطينية- الهندية (التكنوبارك)"، من سبعة طوابق، تصب لخدمة الغرض الأساسي من تأسيس الحديقة التكنولوجية الفلسطينية، وهو إنشاء بنية تحتية وطنية للبحث والتطوير، وبيئة محفزة على التعاون والشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية والشركات والمؤسسات العاملة في مجالات التكنولوجيا والبيئة والابتكار".  

 

البداية على أراضي جامعة بيرزيت 

وأشار د. أبو حجلة إلى أن بداية الحديقة التكنولوجية الفلسطينية كانت في عام 2016، بعد تخصيص 20 دونما من مجلس أمناء جامعة بيرزيت ضمن حرم الجامعة، وبتبرع سخي من الحكومة الهندية لإنشاء المبنى الأول، وبدعم من الحكومة الفلسطينية، لاحتضان هذا المشروع الوطني.  

ولم يكن اختيار أرض جامعة بيرزيت لنشأة الحديقة عشوائيّاً، كما قال د. أبو حجلة، الذي أضاف: "حرصنا أن يكون موقعاً مركزيّاً متميزاً لقربه من مجتمع أكاديمي وجسم طلابي نشيط، إلى جانب سهولة التواصل مع كافة مؤسسات التعليم العالي في الضفة الغربية، وتسهيل إدارة فرص التوظيف للطلبة، والاستفادة من الأبحاث الأكاديمية لجميع الجامعات الفلسطينية كنهج عمل للحديقة". 
 

تفاصيل تجهيز المبنى الأول 

يُبين د. أبو حجلة أنه "حتى الآن، استطعنا أن نجهز أربعة طوابق من المبنى. وقد تم تقسيمه بشكل عمودي لتلبية الأهداف العامة من إنشاء الحديقة. لذلك، كل طابق في المبنى يُلبي حاجة مختلفة. فمثلاً، يشمل طابق التسوية مركزاً ترفيهيّاً يحتوي على بركة سباحة ونادٍ رياضي. أما الطابق الأرضي، فهو يضم قاعة مؤتمرات، وكافتيريا، وقاعة تدريبات، وغرف اجتماعات، إلى جانب مساحة عمل مشتركة للطلبة ورياديي الأعمال. ويتكون الطابق الأول من مساحات عمل خاصة للشركات الناشئة. أما الثاني، فقد صمم ليتناسب مع حاجة الشركات الفلسطينية التي تعمل على تطوير أفكار لمشاريع أو خدمات أو منتجات جديدة. وخصص الطابقان الثالث والرابع لمختبرات الإبداع والابتكار، ومراكز البحث والتطوير، أو استضافة الشركات العالمية المتخصصة في مجالي الريادة والابتكار".  

وأوضح د. أبو حجلة في مقابلته أن "الهدف الأساسي من المبنى بشكل خاص، والحديقة بشكل عام، هو أن نربط الجانب الأكاديمي بالقطاعات الإنتاجية والصناعية.. فلا يُمكن إنكار ضرورة أن ينعكس التطور التكنولوجي على الشكل التعليمي والمنظومة التعليمي. وبنفس الوقت، يجب أن تكون هناك حاضنة لجميع الأفكار الريادية التي ينتجها الشباب". 

وسيكون المبنى الأول من الحديقة، بطوابقه السبعة ومكوناته، المكان الأنسب لتوفير المناخ المناسب للرياديين كأفراد وشركات لتطوير أفكارهم الريادية في مختلف المجالات وحسب احتياجات السوق. وهنا، يؤكد د. أبو حجلة حرص إدارة الحديقة التكنولوجية على التعاون مع القطاعين العام والخاص، إلى جانب مؤسسات دولية لدعم ومساندة أهداف المبنى والحديقة.  

وأضاف: "وقعنا عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لترتيب فعاليات وأنشطة وبرامج تدريبية للطلبة، ولتبني واحتضان أفكار مشاريع وتطويرها، فمنذ وضع حجر الأساس للحديقة، تم توقيع اتفاقيات مع عدد من الجامعات الفلسطينية كجامعة بيرزيت، والنجاح الوطنية، وبولتيكنيك فلسطين، وجامعة القدس، وجامعة غزة، إلى جانب عدد من مؤسسات القطاع العام والخاص كسلطة النقد الفلسطينية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق الاستثمار الفلسطيني، ومؤسسة النيزك، واتحاد أنظمة المعلومات "بيتا"، وغيرها.  

 

منظومة متعاونة للتغلّب على التحديات 

وأوضح د. أبو حجلة أنه في الوقت الذي يقف العالم داخل ثورة تكنولوجية، تتسارع فيها دول العالم إلى مواكبتها لأهميتها في تحقيق التنمية المستدامة، تُشكل نشأة والتطور المشاريع التكنولوجية في فلسطين تحدياً كبيراً، لا سيما في مجال توفير الموارد اللازمة لمواكبة التطورات التقنية وآلياتها ومعارفها.  

ويرى د. أبو حجلة أن السياسات الإسرائيلية وسيطرتها على الحدود تعيق نمو مختلف القطاعات الفلسطينية، وبخاصة قطاع التكنولوجيا، مضيفاً: "نتوقع أن نواجه التحديات التي تتمثل باستجلاب وشراء معدات أو أجهزة متقدمة من الخارج لعدم سيطرتنا على الحدود. وبنفس الوقت، نحن متفائلون ومتأملون كثيراً في إنجازات الحديقة التكنولوجية.. نحن لا نعمل وحدنا. نحن نعمل ضمن منظومة متكاملة من الشركاء. فمنذ تأسيس الحديقة التكنولوجية، بدأنا في تنفيذ برامج وأنشطة تخدم الأهداف العامة لها، حتى قبل الانتهاء من تجهيز الأعمال في المبنى، كفعاليات وتطبيق برامج وأنشطة ولقاءات مع طلبة وأكاديميين ورواد أعمال وشركات ناشئة وشركاء محتملين. 

ويستوعب المخطط الهندسي لموقع الحديقة تسعة مبانٍ، ويعتبر مبنى الحديقة التكنولوجية الفلسطينية– الهندية هو المبنى الأول، ويتم العمل حاليّاً على توفير استثمارات جديدة لبناء المباني الأخرى كتجمعات تكنولوجية تهدف لتوفير فرص عمل في قطاع التكنولوجيا لتنويع الاقتصاد الفلسطيني، والسعي لنمو اقتصادي مبني على المعرفة والعلم والتكنولوجيا، وتوفير بيئة عمل وبنية تحتية جاذبة للاستثمارات الخارجية والداخلية وخاصة من قبل المستثمرين والمغتربين الفلسطينيين في هذا القطاع.