بيرزيت تنعى الفنان السوري مروان قصاب باشي

نعت أسرة جامعة بيرزيت بكثير من الحزن والأسى رحيل صديق الجامعة الفنان السوري مروان قصّاب باشي، الذي توفاه الأجل المحتوم مساء يوم الأحد 23 تشرين الأول 2016، عن عمر يناهز 82 عاماً في ألمانيا.

ارتبط اسم مروان قصّاب باشي بعلاقة قديمة لافتة ومميزة بجامعة بيرزيت، حيث قدم جزءا من تجربته الغنية ومساهمته التاريخية في تأسيس نواة للمجموعات الفنية في متحف جامعة بيرزيت، يعود الموضوع إلى عام ١٩٩٧، حين قدم الفنان معرضه “إلى أطفال فلسطين” الذي جال في عدة مدن منها القدس، غزة، وبيت لحم و رام الله، واختار مروان وقتها أن تبقى الأعمال في فلسطين كهدية تمثل حضوره الرمزي والدائم في فلسطين التي أحبها وتطلع إلى زيارتها طوال، فكانت أعماله الفنية للجامعة نواة للمجموعة الفنية في بيرزيت، حيث تعرض أعماله في متحف جامعة بيرزيت من خلال معارض دورية حول المجموعات والتي يزورها أعداد كبيرة من الطلبة والجمهور وهو ما يقدم حياة مستمرة  للأعمال وبقاء لمروان في فلسطين.

جدير بالذكر أن مروان قصاب باشي من مواليد دمشق عام ١٩٣٤، درس في جامعة دمشق وانتقل للدراسة والعمل على مشروعه الفني إلى برلين منذ ١٩٥٧، وأمضى حياته كأحد أهم الفنانين في ألمانيا ودرس في عدد من الجامعات منها الكلية العليا للفنون الجميلة في برلين وكان عضواً في المجمع الفني البرليني.

ويعد الوجه هو الموضوع الأثير الذي اشتغل عليه الفنان الكبير. منذ عام 1964، بدأ ينفذ تشكيلات أولية لوجوه شعراء ومفكرين عرب، مثل منيف الرزاز والسياب. وبعد سنوات، أنجز تغييراً كبيراً في أسلوبه أقرب إلى التجريد، أصبح مميزاً له. كان يعتمد وجهه هو أساساً، ليبدع لوحاته عليه. وكان الوجه يحتل تقريباً كل مساحة اللوحة.

أعماله الخالدة التي جالت العالم، أثّرت في عدد كبير من الفنانين العرب والأوروبيين الشباب، لتصبح مدرسة في الفن العربي المعاصر. ودخلت هذه الأعمال التاريخ بعدما اعترفت بها متاحف عالمية مهمة واقتنت جزءاً منها لتضمها الى مجموعاتها التاريخية، مثل «متحف شيكاغو»، و«تايت مودرن» في لندن، والمتاحف الألمانية، و«متحف غوغنهايم» في نيويورك