برنامج العمل التطوعي في الجامعة...أيادٍ بيضاء تمتد بالعطاء - إضاءات

 

أيادٍ بيضاء تمتد بالعطاء دون مقابل، شباب وشابات من جامعة بيرزيت قرروا
ان لا يجلسوا مقيدي اليدين أمام حاجة المجتمع لهم، آثروا التضحية بجزء من وقتهم الثمين لمسح دمعة يتيم، او مساعدة
عجوز، قدموا ما يملكون من مهارات وخبرات من اجل تنمية وطنهم في
أعمال الرعاية والتنمية المجتمعية.

يتصف العمل التطوعي بأنه عمل تلقائي، ولكن نظراً لأهمية
النتائج المترتبة عن هذا الدور والتي تنعكس بشكل مباشر على المجتمع وأفراده، تم
تنظيم هذا العمل لتحقيق أهدافه التي تتمثل في مشاركة الشباب في اتخاذ القرارات، والتعبير
عن ارائهم وافكارهم بحرية، وتنمية مهاراتهم وتقديم يد العون للمجتمع وسد ثغرات
احتاجاته.

ومن هنا، أخذت جامعة بيرزيت على عاتقها تنظيم العمل التطوعي
بجعله احد متطلبات التخرج، فعلى كل طالب
انهاء مائة وعشرون ساعة. وتجلت  مساهمات أسرة
جامعة بيرزيت في البداية، خلال فترة السبعينات، في مشاركة الأهالي في مواسم حصاد وقطف
الزيتون إلى ان تبلورت هذه الفكرة لتصبح احد متطلباتها.

وحافظت الجامعة على هذا الموروث العظيم والقيمة الاجتماعية
على الرغم من التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واخذت على مسؤوليتها تطوير
البرنامج من خلال بناء نمو متوازن بين الموروث الثقافي الى مشاريع فصلية جاءت ديمومتها
واستمراريتها من تزايد مشاركة الطلبة فيها، حيث يتطوع مئات الطلبة على مدار كل فصل.

فخلال الفصل الدراسي المنصرم، شارك العشرات من طلبة الجامعة
الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة  في
"مارثون الخير لأجلهم"،  بالتعاون
مع جمعية الياسمين لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وبدعم من شركة هيونداي العالمية وبالتعاون
مع بلدية رام الله. وقد انطلق المارثون من ميدان محمود درويش مرورا بوسط مدينة رام
الله وانتهى في سرية رام لله الأولى، تمتع المشاركون بروح المسؤولية لدعم هذه الفئة
لتتحدى الإعاقة وتدمج  بالمجتمع، والجدير بذكره
انه تم أيضاً دعوة طلبة جامعة بيرزيت من ذوي الاحتياجات الخاصة  للمشاركة في المارثون.

كما
وشارك  المئات من الطلبة في حملة مناهضة العنف
ضد المرأة بالتعاون مع متطوعي الامم المتحدة ووكالة الغوث الدولية، والتي استمرت لمدة
ستة عشر يوماً في المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث تم اطلاق الحملة في مخيم
عايدة في بيت لحم وتخلل ذلك سباق بالدراجات وعمل سلسلة بشرية من مخيم عايدة تنتهي بمخيم
الدهيشة ، وساهم طلبة الجامعة بنشر رسائل التوعية للحد من اضطهاد المرأة وممارسة العنف
ضدها ، كما اشتمل العمل ايضاً في مخيم شعفاط ، قلنديا ، الامعري، والجلزون.

كما وكرمت
جامعة بيرزيت ومتطوعي الامم المتحدة ووزارة التربية والتعليم العالي طلبة المدارس في
مسابقة العمل التطوعي بين طلبة المدارس من خلال حفل تكريم في مديرية التربية والتعليم
في مدينة رام الله والبيرة، حيث قدم البرنامج مبادرة لوزارة التربية والتعليم العالي
بالشراكة مع متطوعي الامم المتحدة لإطلاق مسابقة القصة القصيرة والرسم مستهدفة طلبة
صفوف السادس والسابع للرسم والسابع والثامن للقصة القصيرة.

والتحق
العشرات من طلبة الجامعة بدورة الدفاع المدني، والتي نظمت بمبادرة من برنامج العمل
التعاوني، وبالتعاون مع الدفاع المدني الفلسطيني، على مدار شهرين، وشملت الجوانب النظرية
وتدريبات عملية لعلوم الدفاع المدني في مجال الاطفاء والانقاذ والاخلاء والوقاية والسلامة
العامة. حيث يسعى البرنامج إلى تشكيل فرق للمتطوعين في مختلف الاماكن والتجمعات السكانية،
لرفع الوعي وتثقيف الطلبة في  أمور السلامة
العامة في الحياة اليومية، وتدريبهم على التعامل مع حوادث الاطفاء والانقاذ المختلفة
وآلية التصرف والسلوك السليم  وحماية الإنسان
من خلال رفع جاهزيته للحد من الكوارث  ومساندة
طواقم الدفاع المدني في الحوادث والتقيل من الخسائر.

من
جانب آخر، تم عقد اللقاء التشاوري الأول لاستنهاض العمل التطوعي في فلسطين، حيث دعا
البرنامج مجموعة من المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة والقطاع الخاص، وذلك لتسليط
الضوء على الواقع الحالي للعمل التطوعي، وتحديد الفجوات، والخروج برؤية شاملة لدور
العمل التطوعي في المرحلة القادمة على المستوى الوطني من خلال تشكيل فريق وطني لاستنهاض
العمل التطوعي.

كما وقدم
برنامج العمل التطوعي ورقة عمل في مؤتمر الشباب عن تجربة وتاريخ جامعة بيرزيت في العمل
التطوعي، الذي عقد في جمعية الهلال الاحمر برعاية وزارة الشباب والرياضة وبرنامج الأمم
المتحدة الإنمائي، وتناولت الورقة أسباب تراجع العمل التطوعي، إضافة إلى تغير الصورة
النمطية للعمل التطوعي من التقليدي والموروث إلى ابداع وتميز وبناء.

وأكدت
الورقة أن العمل التطوعي هو جزء مهم من مفهوم المواطنة وعلاقته بالحقوق والواجبات،
 ودعت إلى الرقي بمفهوم العمل التطوعي ليخدم
قضايا كبيرة، تسهم في ارجاع القيمة والروح التطوعية لدى الشباب.