برنامج الدراسات الإسرائيلية ومعهد إبراهيم أبو لغد ينظمان ندوة حول تقرير "مدار" الاستراتيجي لعام 2025
نظم برنامج الماجستير في الدراسات الإسرائيلية، بالشراكة مع معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية في جامعة بيرزيت، يوم الأربعاء 14 أيار 2025، عرضاً ونقاشاً لتقرير مركز مدار الاستراتيجي السنوي بعنوان "المشهد الإسرائيلي عام 2025". استضاف اللقاء كلاً من الدكتور وليد حباس الذي قدّم مداخلة بعنوان "إسرائيل والمسألة الفلسطينية"، والأستاذ أنطوان شلحت متحدثاً حول "حكم اليمين في إسرائيل وأزمة النظام"، والدكتورة هنيدة غانم التي تناولت "تحولات المشهد البنيوي في فلسطين".
أدار الحوار أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الدكتور إبراهيم ربايعة، الذي رحب بالحضور وتحدث عن أهمية التقرير بوصفه قراءة تحليلية معمقة للتحولات في الواقع الإسرائيلي منذ عام 2005 وحتى 2024، متناولاً السياقات المحلية والإقليمية والدولية، ومشيراً إلى أن التقرير يناقش قضايا مركزية مثل المشهد السياسي والاجتماعي الإسرائيلي، والانقسام الحزبي الداخلي، وأثر الحرب على غزة، والوضع في الضفة الغربية، إلى جانب الدور الإقليمي لكل من السعودية وسوريا.
في مداخلته، تحدث الدكتور وليد حباس عن السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، متطرقاً إلى موقف إسرائيل من السلطة الفلسطينية، ومشيراً إلى وجود استراتيجيتين مركزيتين تتبناهما إسرائيل تجاه غزة، الأولى تهدف إلى جعل القطاع "غير قابل للحياة"، والثانية إلى "القضاء على حماس". كما أشار إلى التصعيد الممنهج في الضفة الغربية، من اغتيالات وعمليات عسكرية وتهجير، خاصة في شمال الضفة، مع تصاعد وتيرة الاستيطان، واختتم مداخلته باستعراض للتغيرات الاقتصادية في الضفة الغربية.
أما الأستاذ أنطوان شلحت، فتناول ثلاثة محاور رئيسية تمثلت في السياسة الأمريكية، والعلاقة بين المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، والأزمة الداخلية للنظام الإسرائيلي، ورأى أن انتهاء الحرب على غزة مرهون بقرار أمريكي، مشيراً إلى احتمال سعي دونالد ترامب لإنهائها بطريقة تُقدَّم كإنجاز لإسرائيل.
واختتمت الدكتورة هنيدة غانم بمداخلة ركزت على التحديات التي رافقت إعداد التقرير في ظل تسارع المتغيرات السياسية والعسكرية في فلسطين والمنطقة، وتطرقت إلى مفهوم "الحرب الأهلية الباردة" داخل المشروع الصهيوني، مشيرة إلى غياب المعارضة الإسرائيلية للحرب على غزة، وصعود اليمين المتطرف مقابل تلاشي اليسار من المشهد السياسي. كما تناولت تحولات الموقفين المصري والأردني من إسرائيل، مقارنة بفترة الانتفاضة الثانية، وأكدت على ضرورة قراءة هذه التحولات من منظور اقتصادي لفهم أعمق للتغيرات الإقليمية.
وقد شكّلت الندوة مساحة تحليلية لتسليط الضوء على عمق التحولات في المشهد الإسرائيلي خلال عام 2024، وتقاطعاتها مع الواقع الفلسطيني والإقليمي، مشددة على أهمية فهم هذه التحولات كعمليات بنيوية متراكمة لا كاستجابات ظرفية، فيما أضاءت مداخلات المتحدثين على محاور مركزية في تقرير مدار، كمصدر تحليلي لرصد الاتجاهات المستقبلية.