بلسم سليمان....1000 ساعة من العمل التعاوني

"كنت أعدُّ الأيام عدًا لأصل إلى هذه اللحظة، لم أبخل بوقتِ فراغٍ أو بيومِ عطلةٍ إلا ووجدتُ لنفسي فيه عملًا تعاونيًا، كنت أسابق الزمن حتى أنهي هذه الساعات قبل أن أتخرّج، وها أنا اليوم، أنهيتها قبل فصلي الأخير في جامعة بيرزيت. 

كان بإمكاني الحصول على 120 ساعة فقط، فهذا الرقم هو المتطلب الجامعي لساعاتِ العمل التعاوني، لكنني -والمبالغة هنا محمودة- حصلت على ألفِ فرصةٍ، تعرفت على ألفِ شخصٍ، تعلمت ألفَ شيءٍ، خضت ألفَ تجرِبةٍ، سمعت ألفَ مرةٍ لقبَ "ملكة العمل التعاوني".

بهذه الكلمات تختصر  بلسم سليمان الطالبة، في فصلها الأخير في السنة الخامسة في كلية الآداب بتخصص رئيسي باللغة الانجليزية وآدابها وتخصصين فرعيين هما:  الترجمة واللغة العربية، مسيرتها في العمل التعاوني حيث راكمت 1000 ساعة عمل تعاوني حتى الآن، مع بقاء آخر فصل دراسي يمكنها أن ترفع فيها من رصيدها في ساعات العمل التعاوني، كما تنوي ان تفعل.

تستذكر بلسم أول عمل تعاوني لها قائلة: في الثالث عشر من تشرين الأوّل عام 2019 كان أول عملٍ تعاوني لي، يومها  قالت لي مسؤولة العمل التعاوني في عمادة شؤون الطلبة غادة العمري في حديثٍ خضناه: "العمل التعاوني قيمة مش متطلب يا بلسم"، لم أدرِ أنَّ تأثيرَ هذه الجملة كبيرٌ حدَّ أن يوصلني إلى هنا. وأنا، بغير وعي مني، لم تقف هذه الجملة عندي، أدركت تأثيرها عندما سمعت ممن حولي أنَّ ساعات عملهم التعاوني ستتجاوز هذا المتطلب."


هل "أنتَ منذُ بيرزيت غيرُك" فعلًا؟ 

كان هذا السؤال الذي يجول في خاطر بلسم منذ اليوم الأول لالتحاقها في الجامعة، واستطاعت أن تجيب عليه وأن تكون اجابتها ملهمة لغيرها من الطلبة، فقالت: "القرارُ يعودُ لك، بإمكانها أن تكون مجرَّد عبارةٍ قيلت وحَفِظَتها الأجيال، ووضعتَها أنتَ على صفحتك الشخصيّة مع صورتك في يومِ التخرّج، لتكونَ مواكبًا لعاداتِ الطلابِ وتقاليدهم، وبإمكانها -العبارة ذاتها- أن تعبِّر عمّا أصبحَ عليه شخصُك بعد دخولِك بيرزيت، لأنني متيقنةٌ بأنَّ مَن دخل بيرزيت لن يخرُج منها كما كان، سيصيبُه حبّها، بأماكنها وشوارعها وأُناسِها، وقد تمرضُ في تفاصيلها، ونعمَ المرض هذا، تُراقب المارّة وأنت تتمشى في شارعِ الآداب، أو عند جلوسك على سورٍ مُقابلٍ للمكتبةِ المهجورة، إلّا وقت الامتحانات وفي الجو الماطر، تسمع ضحكات الطلاب، تُراقب بصمتٍ ملامحهم، فلكُلٍّ حكاية، وما نحنُ إلّا جزءٌ مِن كُلِّ ما صادَفَنا".