خريجة جامعة بيرزيت حنين ذويب تحقق إنجازاً عالمياً في بحث حلول تغذوية لأمراض مزمنة

"المرأة الفلسطينية قادرة على العطاء، وشريكة في النجاح، ورغم كل التحديات الصعبة والمضاعفة أمامها لكنها استطاعت إثبات قدراتها في كثير من مجالات الحياة، حصولي على جائزة شركة لوريال واليونسكو، يحفزني أكثر كامرأة فلسطينية لمواصلة سعيي، ومقاومتي لكافة المعيقات والتحديات الاجتماعية، والمالية، والسياسية، التي تواجه النساء العربيات، والفلسطينيات بشكل خاص." هذا ما عبرت عنه خريجة جامعة بيرزيت حنين ذويب، بالتزامن مع "اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم" والذي يأتي تقديراً لدور النساء والفتيات في ميادين العلوم والتكنولوجيا.

ذويب التي حصلت مؤخراً على جائزة شركة لوريال واليونسكو "لوريـال-اليونيسكو" المخصصة لتكريم العالمات المتميزات في مجال العلوم ودعمهن، عن بحث بعنوان "علاج التهاب الاغشية الدهنية المرتبطة بأمراض القلب والشرايين المبكرة في مرحلة ما قبل مرض السكري بطرق تغذوية آمنه وفعالة."

تخرجت ذويب من برنامجي بكالوريوس التغذية والحمية وماجستير الصحة العامة والمجتمعية في جامعة بيرزيت، وتعمل على إنهاء أطروحتها لنيل درجة الدكتوراة من الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB) في منتصف العام الحالي، تحت عنوان "علاج التهاب الأغشية الدهنية المرتبطة بأمراض القلب والشرايين المبكرة في مرحلة ما قبل مرض السكري بطرق تغذوية آمنة وفعالة". وتستعد للسفر إلى جامعة برشلونة في إسبانيا قريباً لاستكمال جزء هام من بحثها، وذلك بعد أن حصلت على جائزة برنامج.

في إسبانيا، ستسعى ذويب لإيجاد طرق مبكرة لعلاج التهابات الأغشية الدهنية، قبل تطورها إلى مرض السكري في مراحل عمرية متقدمة، عن طريق استهداف البكتيريا الموجودة في الأمعاء، علماً بأنه لا توجد أي طريقة علاجية أو تشخيصية للكشف المبكر. 

وتشاركت ذويب في الجائزة مع خمس باحثات شابات من الاردن والعراق ولبنان، قدمن بحوثا علمية وطبية للجائزة الدولية، من خلال لجنة تحكيم ضمت شخصيات في البحث العلمي من منظمة اليونسكو وشركة لوريال العالمية.

وحول طبيعة البحث وتفاصيله قالت ذويب "يعنى البحث بمعالجة ومتابعة أمراض القلب والشرايين في مرحلة ما قبل السكري من خلال متابعة وعلاج التهاب في الأغشية الدهنية، حيث تركز البحث على محاولة متابعة واستهداف علاجي للالتهابات من خلال طرق طبية فعالة وآمنة تعتمد على استخدام مواد طبيعية ونجحنا بالتوصل الى نتائج ايجابية أهلتنا للفوز بالجائزة من اجل متابعة البحث العلمي في هذا المجال."

وتُمنح هذه الجائزة المرموقة، منذ عام 1998، لتكريم النساء العالمات والباحثات المتميزات في مجال العلوم، اللواتي يتم اختيارهن من مختلف مناطق العالم لاكتشافاتهن غير المسبوقة في التخصصات العلمية.

وأوضحت ذويب أن "الفوز بالجائزة يساهم بتعريف العالم على الباحثات الفاعلات والصغيرات، ليقوموا بدعمهن، كما أن الجائزة ستساعدهن في إكمال أبحاثهن"، مشيرة إلى إن الحائزات على جائزة نوبل للعلوم هذا العام، فزن قبل سنتين بالجائزة، مما يعني أنها تسلط الضوء على الباحثات، وفوزنا بها يساعدنا على تطوير الأبحاث وتحقيق الإنجازات ولفت الأنظار لما نقوم به”.

لم يكن حصول ذويب على هذه الجائزة سهلاً، بل جاء بعد سنوات طويلة من الكدّ والجِدّ والتعب، فقد التحقت ذويب بكلية الصيدلة والتمريض والمهن الصحية في جامعة بيرزيت في برنامج بكالوريوس التغذية والحمية عام 2008. وعلى الرغم من أن التخصص كان حديثاً، ولم يكن هناك عدد كافٍ من المختصين للتدريس آنذاك، إلّا أن ذويب تؤكد أنها لم تتردد في الالتحاق بهذا التخصص، لأنها تدرك قدرة بيرزيت على تقديم مستوى عالٍ من التعليم. 

وبعد انتهائها من درجة البكالوريوس، لم تتردد في الالتحاق مرة أخرى ببرنامج ماجستير الصحة العامة والمجتمعية في جامعتها بيرزيت، على الرغم من أنها كانت تعمل في مشفى بدوام كامل في بيت لحم حيث تسكن، "مع أنني من مدينة بيت لحم، وأعمل في مستشفى هناك لخمسة أيام في الأسبوع، اخترت أن أكمل دراستي في جامعة بيرزيت، على الرغم من وجود جامعات أقرب على مكان سكني. أردت أن أحافظ على المستوى العالي من العلم الذي حصلت عليه من جامعتي".

ووصفت ذويب العامين اللذين قضتهما في دراسة الماجستير في جامعة بيرزيت بأنهما "عامان من الجهاد"، ولكن الجامعة قدرت تعبها ودعمتها بنصف منحة في أحد الفصول، كما شاركت مع مجموعة من الزملاء والأساتذة في عرض شفوي عن نقص فيتامين B12 لدى أطفال المدارس، وذلك في مؤتمر اللانسيت، وهو مؤتمر سنوي لشبكة ائتلاف لانسيت الذي يهدف إلى توسيع الكتابة العلمية الدولية والمحلية لتطوير السياسات الخاصة بالأوضاع الصحية للفلسطينيين