6300 طالب وطالبة من جامعة بيرزيت استفادوا من برنامج المنح الدراسية  للعام 2019-2020

دينا خالد حريزات، طالبة في برنامج بكالوريوس القانون في جامعة بيرزيت، واحدة من 6300 طالب وطالبة حصلوا على منح دراسية كاملة وجزئية خلال العام الأكاديمي 2019/2020، وذلك ضمن برنامج المنح الدراسية الذي تقدمه جامعة بيرزيت لتشجيع الطلبة المتفوقين أكاديمياً وغير المقتدرين ومختلف الفئات للالتحاق بجامعة بيرزيت واستكمال تعليمهم العالي.

لم يكن خيار دينا الالتحاق ببرنامج القانون سهلاً، لكنها لم تستسلم وتابعت طموحها بشغف، واستطاعت أن تتحدى العائق المادي الذي كاد يمنعها من استكمال حلمها، فكانت دينا واحدة من 65% من الطلبة الإناث في جامعة بيرزيت الذين استفادوا من برنامج المنح الدراسية للطلبة المتميزين وغير المقتدرين. 

وفي الوقت الذي تؤمن فيه جامعة بيرزيت بأهمية توفير كافة الإمكانيات اللازمة للشابات الفلسطينيات لإكمال تعليمهن وتعزيز استقلاليتهن الفكرية والمادية والمعنوية، فإنها تؤمن أيضاً بدور الشباب الفلسطيني للتشارك سوياً من أجل بناء مستقبل فلسطيني حر ومجتمع مستدام، واستطاعت الجامعة هذا العام تخصيص حوالي 8,704,000 دولار أميركي لبرنامج المنح الدراسية، وساهم أصدقاء الجامعة حول العالم بما نسبته 55% من قيمة المنح من خلال تبرعاتهم السنوية للبرنامج. كان لمنح الطلبة غير المقتدرين الحصة الأكبر في البرنامج بما يعادل 5,232,500 دولار أميركي، أي ما نسبته 60% تقريباً من إجمالي ما خصصته الجامعة للمنح الدراسية، وتوزعت باقي المنح بنسبة 40% على منح الجامعة للتفوّق الأكاديمي ومنح التخصصات ومنح أبناء العاملين والإخوة.

شكلت ضرورة تمويل قطاع التعليم العالي في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالعالم والمنطقة، حافزاً أمام جامعة بيرزيت لاستقطاب التبرعات وتنويع مصادر التمويل لدعم استمراريتها في القيام بدورها الريادي في المجتمع الفلسطيني. لذلك، تنوعت المنح الدراسية التي تقدمها الجامعة وهي: المنح الدراسية للطلبة المسجلة عائلاتهم في وزارة الشؤون الاجتماعية والطلبة الأيتام، التي بلغ عددها 400 منحة كاملة، والمنح الدراسية للطلبة غير المقتدرين، ولطلبة القدس والطلبة من المناطق الأقل حظاً، والمنح التي تقدم للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، التي خصصت فيها الجامعة ما قيمته 65 ألف دولار أميركي، إلى جانب المنح الدراسية للتخصصات، كتخصصات العلوم، والفنون والموسيقى والتصميم، ومنح الطالبات، والطلبة الموهوبين، ومنح أبناء العاملين ومنح الماجستير ومنح الدراسة والعمل. 

وفي هذا العام 2020/2021، جاء انتشار فيروس كوفيد-19 ليشكل تحدياً إضافياً أمام جامعة بيرزيت، والجامعات الفلسطينية بشكل عام، وللحفاظ على استمرارية العملية الأكاديمية في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي فرضها هذا الوباء، وللمرة الأولى، قدمت الجامعة منحاً للطلبة الجدد في فصلهم الأول في الجامعة، علماً أن معايير المنح الدراسية في كل عام كانت تشترط على الطلبة أن يكونوا نظاميين.

واستطاعت الجامعة الموازنة والحفاظ على التنوع الجغرافي والنوع الاجتماعي، وقدمت نموذجاً متكاملاً تعاون فيه مجتمع الجامعة بجميع فئاته من العاملين في الهيئات الأكاديمية والإدارية، جنباً إلى جنب مع الطلبة، للحفاظ على هذا التوازن. فبدعم الأصدقاء والداعمين والخريجين حول العالم، استطاعت الجامعة تخطي التحديات ومواصلة العملية التعليمية، محافظة على استراتيجيتها الهادفة إلى دعم الطلبة المقدسيين، والطلبة الذين يقطنون في مناطق تتعرض بشكل مستمر لانتهاكات الاحتلال، فقرار اختيار جامعة بيرزيت للطلبة في تلك المناطق، هو قرار مليء بالتحديات في ظل وجود الحواجز العسكرية ومعيقات الحركة التي يفرضها الاحتلال.

وفي العام الأكاديمي 2019/2020، استفاد 1,428 طالباً وطالبة من برنامج المنح الدراسية، أي ما يقارب 40% من الطلبة من مدينة القدس و30% من طلبة مدينة أريحا والأغوار، الذين حصلوا على منح جزئية أو كاملة هذا العام. وفي العام الأكاديمي الجديد 2020/2021، أعلنت الجامعة عن تقديم 50 منحة دراسية للطلبة الجدد من القاطنين في مناطق الأغوار والقدس، بالإضافة إلى 20 منحة دراسية للطلبة الجدد من منطقة مسافر يطا- جنوب الخليل، تشمل 5 منح معيشية لسكن الطالبات، لدعم الطلبة من المناطق الأقل حظاً، ولتمكينهم من حقهم في استكمال تعليمهم الجامعي ليكونوا روّاداً في تنمية المجتمع وفاعلين في تحسين ظروف الحياة في أماكن سكنهم.

وتهدف هذه المنح الدراسية إلى خلق فرصا للشابات والشباب الفلسطيني لعيش تجربة جامعية غنية دون قلق من وضع مادي صعب ودون انقطاع، إلى جانب تشجيع الطلبة على الاستمرار على التميز والتفوق الأكاديمي، دون تمييز بينهم حسب جنسهم أو مكان سكنهم أو حالتهم الاجتماعية. ولتحقيق هذه الأهداف، وضعت الجامعة آلية واضحة ومأسست عملية اختيار وترصيد المنح للطلبة، وذلك عن طريق وحدة المنح والمساعدات المالية التابعة لمكتب نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، إذ يعبئ الطلبة طلب المنح والمساعدات المالية من خلال بوابة الجامعة الإلكترونية (ريتاج). كما تعمل وحدة المنح والمساعدات المالية على إجراء مسوحات ميدانية للطلبة الذين يتقدمون بطلب المنح والمساعدات، ومن ثم يقوم فريق وحدة المنح والمساعدات المالية بالتأكد من تسليم الطلبة كافة الأوراق الثبوتية والتحقق من المعلومات بطرائق عدة. وبناء عليه، يرصّد لكل طالب بناءً على وزن يحدد درجة حاجة كل متقدم\ة للمنحة.

وعلى الرغم مما حققته الجامعة في سعيها لاستقطاب الدعم والتمويل للبقاء والنمو والازدهار، ومواصلة تطوير بيئة منفتحة على المعارف والعلوم المتقدمة يكون فيها الطلبة محور العملية التعليمية، فلن تقف جامعة بيرزيت عند هذا القدر، وستحرص على خلق فلسفة فيها نظرة مستقبلية تسعى إلى تطوير الإمكانيات التي ستحقق رسالتها على المدى البعيد، بالتفكير بالذات المحلي ضمن السياق العالمي، من أجل الحفاظ على هويتنا الفلسطينية والانخراط بعالم المعرفة.