محاضرة حول حرب 1956 ومجزرة كفر قاسم

عقدت دائرة العلوم السياسية وبرنامج الماجستير في الدراسات الإسرائيلية يوم الثلاثاء 29 تشرين الثاني 2016 محاضرة عامة بعنوان "حرب عام 1956 ومجزرة كفر قاسم"، ألقاها أستاذ العلوم السياسية بالجامعة د. صالح عبد الجواد.

 وقال عبد الجواد أن العداون الثلاثي على مصر لم يكن حدثا فريدا، بل كان محطة بسلسلة لا تتوقف من الاعتداءات، واعتبره حدثا ابتدائيا أسس لما لحقه وترك آثارا بعيدة المدى ما زلنا نعيش تفاعلاتها حتى اليوم، وأوضح أن الحدث لم يأت بمحض الصدفة وإنما كان فرصة مميزة لفرض النظام السياسي الجديد المتمثل بالهيمنة الأمريكية، وتراجع نفوذ الإستعمار البريطاني والفرنسي.

وأضاف أن التخطيط للعدوان بدأ بصيف وخريف عام 1956 بهدف إسقاط نظام جمال عبد الناصر، وإعادة الجمهورية المصرية للنفوذ الغربي، وبسط السيطرة على قناة السويس وتدمير الجيش المصري خاصة بعد صفقة الأسلحة التشيكية.

وأوضح عبد الجواد أن إسرائيل قامت وبنفس توقيت العدوان بإرتكاب مجزرة بقرية كفر قاسم راح ضحيتها حوالي 49 شخصا بينهم أطفال ونساء بحجة إختراقهم لمنع التجول والذي لم يكونوا على دراية به لأنهم كانوا خارج القرية عند فرضه، وبيّن أن هذه المجزرة هدفت لخلق حالة رعب لدى الفلسطينيين ودفعهم للنزوح نحو الأردن، بالإضافة لإثارة الرأي العام الفلسطيني الأردني ودفع الممكلة الأردنية لدخول الحرب بجانب مصر لتجد إسرائيل حجة لإحتلال الضفة، ولكن ذلك لم يتحقق.

وكشف أن العدوان الثلاثي سعى لإلغاء تأميم قناة السويس، وتغيير الموقف المصري الرافض للتحالفات الغربية بالإضافة للوقوف بوجه عبد الناصر ودعمه للثورة الجزائرية وكافة حركات التحرر حول العالم، وسعيه لتحقيق دولة عربية ثورية موحدة.

 وأشار إلى أن الإتفاق كان ينص على توغل الجيش الإسرائيلي لأطراف قناة السويس لترسل بريطانيا وفرنسا تهديدا لمصر وإسرائيل لإجبارهم على التراجع لمسافة عشرة أميال بحجة أن القناة دولية ولا يمكن التنازع عليها، ومن ثم دخول الحرب بجانب إسرائيل لتوقعهم رفض عبد الناصر للتهديدات وأمر التراجع.

وقال عبد الجواد أن إسرائيل وضعت خطة إستراتيجية سرية هدفت لقطع الشكوك أمام أي عمل عسكري ضد مصر، وأكد ان هذه الخطة لم تخدع عبد الناصر فحسب بل خدعت الرئيس الأمريكي والمراقبيين الدوليين وكان ذلك من خلال تسريب أنباء تفيد بنية إسرائيل مهاجمة القوات العراقية المتقدمة نحو الأردن ما أبعد أنظار العالم عن الجبهة المصرية تجاه الأردنية.

وتلا المحاضرة جلسة نقاش أجاب خلالها المحاضر على أسئلة الطلبة المتعلقة بإندلاع الحرب ومجرياتها ونتائجها.