105 أعوام على وعد بلفور

105سنوات مرت على وعد "بلفور"، الذي كان حجر الزاوية في تقسيم فلسطين وإنشاء الكيان الغاصب وتشريد أهلها، حيث وهبت بموجبه بريطانيا حقًا مزعومًا لليهود في تأسيس وطن قومي لهم في فلسطين، وفقًا للمقولة المزيفة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".

ففي مثل هذا اليوم من العام 1917، أرسل وزير خارجية بريطانيا في تلك الفترة، آرثر جيمس بلفور، برسالة إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية آنذاك، لتُعرف فيما بعد باسم "وعد بلفور".

وجاء في نص الرسالة إن "حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل عظيم جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية".

في جامعة بيرزيت، نؤمن أن دورنا المحافظة على روايتنا ونقلها من جيل إلى جيل، ونطرح في الجامعة مساقات وبرامج، وننظم ندوات ومحاضرات فعاليات، بشكل مستمر، ونعمل على تجديد العهد وبث الهمة في عقول الطلبة وقلوبهم، بأن التأخر في الوصول إلى الهدف لا يعني التوقف عن السعي إليه، مهما كانت المعيقات والعقبات.

ولليوم الثالث على التوالي، تستضيف الجامعة مؤتمراً لمؤسسة الدراسات الفلسطينية بعنوان: "مراجعة الانتداب البريطاني على فلسطين"، وذلك ضمن الذكرى المئوية للانتداب (1922 – 2022) ويشكل المؤتمر مناسبة للتنديد والمراجعة الناقدة بالسياسات المحلية والدولية.

لقد كانت جامعة بيرزيت ولم تزل جزءًا من المعركة التي تلت وعد بلفور المشؤوم، معركة الرواية، ومعركة التوثيق والتأصيل لتاريخنا الشفوي ولقرانا المهجرة عبر عدة برامج نفذتها مراكز الجامعة ومعاهدها وكلياتها، وهي تدرك أن دورها الوطني لا يقل أهمية عن دورها الأكاديمي، بل هما مساران يصبّان في هدف واحد: إعداد جيل متعلم واعٍ مدرك لحقيقة الصراع، يعرف حدود فلسطين التاريخية، ويعرف خارطتها، ويعلقها تميمة على صدره.