عن مؤتمر السياسات

إن الإنتاج الفني والثقافي، إلى جانب بعده الجمالي والإبداعي، يتشكل كمنتج وفعل اجتماعي من خلال علاقته واشتباكه الدائم مع مركبات السياقات السياسية والاقتصادية وموازين القوى الناتجة ضمن ظرف زماني ومكاني معين. وفي فلسطين، لطالما لعبت الفنون و الإنتاجات الثقافية دورا هاما في التعبير الذاتي الفرداني من جهة، وفي بناء الوعي الجمعي وتشكيل الهوية الوطنية والثقافية من جهة أخرى، بالإضافة إلى مساهمتها في صياغة السردية التاريخية والتصدي لصناعة السرديات الاستعمارية. وفي ظل منظومة استعمارية احلالية تقع ضمن نظام عالمي يتمثل بهيمنة معايير السوق المعولم عابر الحدود واحتوائه للإنتاج الفني والثقافي العالمي، يصبح ارتباط الإنتاج الثقافي بنيويا مع الشرطين السياسي والاقتصادي وبالتالي أكثر جدلية وإشكالية.

يسعى المؤتمر إلى فتح نقاش جدي وناقد حول سياسات الإنتاج الفني والثقافي من خلال فحص علاقة البنى الثقافية بالمنظومة السياسية والاجتماعية والاقتصادية المحلية والعالمية، ويطرح تساؤلات حول دور المؤسسة الثقافية في هذا السياق. كما وينظر المؤتمر في نماذج الإنتاج الفني، والوسائل التعليمية، واحتمالات الممارسة الثقافية المستقلة، والوساطة الفردية، ومساعي مأسسة العمل الثقافي.

  • كيف يمكننا قراءة وفهم وتحليل دور المؤسسات والبنى الثقافية كوسيط في مسار الإنتاج الفني والثقافي في سياقه المعاصر والتاريخي؟
  • ما علاقة المؤسسة الثقافية بالفنانين والمنتجين الثقافيين المستقلين من جهة، وبالمنظومة السياسية والاقتصادية المهيمنة من جهة أخرى؟
  • هل يمكن  للفنون المعاصرة ونماذج تعليمها بالإضافة الى البحوث النقدية متعددة التخصصات الصادرة من لدن المؤسسة الأكاديمية أن تنتج معرفة نقدية مستقلة قادرة على المساهمة في إعادة النظر في فهم الإنتاج الثقافي، وإعادة صياغة السردية التاريخية في مسعى لتفكيك علاقة المنتج الثقافي والسرد التاريخي ببنى الهيمنة السياسية والاجتماعية والاقتصادية؟