آذار... شهر الأم والمرأة

تستحق نساء العالم تخصيص أيام للاحتفاء بهن وبانجازاتهن، بعد المسيرة الطويلة التي خُضنها دفاعاً عن حقوقهن. ولهذا يخصص العالم يوم المرأة في الثامن من آذار ويوم الأم في الحادي والعشرين من ذات الشهر، لتكريم النصف الأجمل في المجتمع والاعتراف بدورهن ومساهماتهن في مختلف نواحي الحياة.

آذار كما بدأ واستمر يصحح الفكرة الخاطئة الشائعة لدى البعض، فقضية المرأة ليست قضية خيرية هامشية تتخذها بعض النساء موضة يثرثرن حولها في الأندية والصالونات لقتل الفراغ والملل، ولإثبات أنهن أفضل من جداتهن اللائي حرمن من التعليم والعمل. قضية المرأة ليست حلية اجتماعية للشهرة، وليست قضية الاستهتار الأخلاقي، وليست قضية العداء للرجال.

قضية المرأة كما يذكرنا 8 آذار هي قضية سياسية واقتصادية وفكرية وأخلاقية وثقافية، تهدف إلى تحرير طاقات النساء – نصف المجتمع – لإثراء حياتهن وحياة شعوبهن.

علينا نحن النساء الفلسطينيات أن نستلهم 8 آذار في خصوصية المخاطر التي تواجهنا، وأن نشجع كل الجهود الرسمية والأهلية التي تستهدف رفع القهر عن النساء، ذلك القهر الذي يتستر وراء كلمات براقة مثل طبيعة المرأة، أو مصلحة الأسرة، أو علينا أن نحارب القيادات السياسية التي تستخدم الدين لحجب المرأة عن حقوقها، وسلبها ما كسبته في الماضي.

قضية المرأة هي قضية الوطن الذي يريد إلغاء تحيزه الذكوري، ويخجل من كل ممارسات العنف سواء كان عنفا ماديا أو عنفا معنويا.