درست في كلية بيرزيت بين عام 1968 و1970. في عام 1968، كان العدد الإجمالي للطلاب يبلغ حوالي 168 طالباً (في صفَّي السنتين الأولى والثانية في الآداب والعلوم)، ثم أصبح حوالي 196 طالباً في عام 1969، لذا كانوا مثل عائلتي الكبيرة. والحقيقة أن الكلية كانت المكان الأول الذي كان بإمكاننا أن نخوض فيه تجربة التعددية الفلسطينية، الجغرافية منها والطبقية.
كان هناك طالب من غزة ومن نابلس، كما أنها كانت مختلطة، مما أضفى على المكان نكهة وعزز من تركيزها على الأنشطة الثقافية.
قام جابي برامكي وتانيا ناصر بإنتاج مسرحيات موسيقية للثنائي المعروف «جيلبرت وسوليفان»، مثل «محاكمة عن طريق المحل» و«قراصنة بنزانس».
"كان الجيل الأكبر في بيرزيت مؤمناً بالقومية العربية ويتحلى بنظرة تعددية، ويتسم بالاستقامة. كأرمني، لم أشعر يوماً بالاغتراب أو بعدم الانتماء. فمشاعرهم القومية لم تكن يوماً انعزالية."
كان هناك مهرجان سنوي تتخلله أنشطة ثقافية ورياضية، مما منحنا شعوراً بالانتماء. وفي عهد موسى ناصر، ومن بعده جابي برامكي، كنا نجتمع كلنا مرة واحدة أسبوعياً لمناقشة فكرة أو موضوع رئيسي يكون عادة موضوعاً أخلاقياً.
وإنني اذكر أن أول إضراب أو نشاط سياسي في بيرزيت حدث في كانون الأول 1968 أو كانون الثاني 1969 ،حيث كان هناك الآلاف من المعتقلين السياسيين، وكان الناس يقومون باحتجاجات ضد هذه الاعتقالات. نفّذنا اعتصاماً في بيرزيت في مسجد القرية لمدة خمسة أو ستة أيام. وانتهى الاعتصام بتدخل وحضور رئيسي بلديتي رام الله وبيرزيت وبعض المشايخ بمن فيهم المفتي نفسه على ما أذكر، إذ قاموا بإخراجنا من المسجد وإنهاء إضرابنا عن الطعام.
وردت هذه المذكرة في كتاب «جامعة بيرزيت: قصة مؤسسة وطنية» من تحرير عايدة عودة، الذي نشر عام 2010 ليقدم تعريفاً عن مراحل ومنعطفات تطور المؤسسة من أشخاص مطلعون عن قرب على هذه التفاصيل. الكتاب يقدم في أقسامه الثلاثة مراحل تطور المؤسسة من مدرسة ابتدائية وصولاً إلى جامعة كاملة، والتحديات التي واجهت الجامعة، ودورها في المجتمع الفلسطيني.
يقول رئيس الجامعة في سنة إصدار الكتاب د. نبيل قسيس في توطئة الكتاب: «إنها ليست قصة ما كان، بل إنها قصة ما هو كائن وما سوف يكون، ويستمر ويزدهر».