انتخابات بيرزيت

قالها رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر ذات مرة: "بيرزيت عرفت الانتخابات الديمقراطية ووضعت قوانينها قبل ان يكون هناك سلطة او لجنة انتخابات".

تجري الانتخابات بموعدها كل عام؛ مرة للعاملين ومرة للطلبة، يفوز من يفوز؛ حماس او فتح او يسار وتمضي الحياة، ويتغير رئيس الجامعة والعمداء ورؤساء الدوائر والمراكز بشكل دوري، فيعود العميد مدرسا تحت إمرة زميله ومرؤوسه السابق وتمضي الحياة ايضا.

الحياة السياسية في بيرزيت تصلح ان تكون نموذجا ومثالا لما يجب ان تكون عليه الحياة السياسية في فلسطين.

هذا النموذج لم يظهر فجأة ولَم يأت من العدم، لقد بنته وحرسته اجيال من الأكاديميات والأكاديميين المتنوعين فكريا والذين كان كل همهم انتاج جيل أكاديمي قادر على مواجهة الحياة، ولذا نجد ان حصة خريجي الجامعة بين قيادات العمل الوطني والحكومي والأهلي كبيرة، وان حضور خبرائها كمتحدثين في المؤتمرات وعبر الاعلام كبير ايضا.

صورة من المناظرة الطلابية لانتخابات مؤتمر مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت لهذا العام

الديمقراطية في بيرزيت لا تبدأ بالاقتراع ولا تنتهي بإعلان النتائج، ولكنها تبدأ في غرفة الصف بين الأستاذة وتلاميذها وتمتد الى الساحات، وتنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فليس لدى بيرزيت ما تخشاه طالما انها بقيت ديمقراطية.

هذه الأجواء اثرت على كافة الكتل الطلابية وهذبت خطابها وسلوكها، فحتى الكتل التي تمارس العربدة في جامعات اخرى، او تتكأ على اجهزة أمنية، او تلك التي سبق لها وان استخدمت الجنازير تجدها مختلفة كل الاختلاف في بيرزيت.

طلبة بيرزيت احبكم جميعا، مهما اختلفت مع فصائلكم وأفكاركم ومواقفكم.
احب الثلاثة الذين يوزعون صحيفة حزب التحرير 
واحب الشبيبة، خاصة وأنهم يدفعون ثمن اخطاء لم يقترفوها
احب شابات وشباب الكتلة واحترم صلابتهم وقدراتهم التنظيمية
احب اليسار بكل تلاوينه واحترم الجهود والمهارات النقابية التي يمتاز بها ابناء وبنات اليسار. 
احب مجموعة الشباب والصبايا الذين يجلسون على الدرج فيعزفون ويغنون، هؤلاء بالذات صوتهم الفني كما صوتهم الانتخابي مبارك وجميل أينما ذهب.

على أبواب الانتخابات ومهما كانت النتيجة فالرابح اولا وأخيرا هو انتم يا طلبة بيرزيت، وستعرفون ذلك وستلمسونه مع دخولكم معترك الحياة ما بعد الجامعية.

الآراء الواردة في المدونة تعبر عن رأي كتابها، وليس بالضرورة عن رأي الجامعة.