فتح الجامعة

تحتفل حركة فتح بالذكرى الخامسة والخمسون لتأسيسها، في الوقت الذي يحتفل فرعها الطلابي في جامعة بيرزيت ببداية الاسبوع الثالث لإغلاقها قسرا، ومنع اساتذتهم وموظفي الجامعة وجمهور الطلبة من دخول حرمها الجامعي بشكل مخالف للقانون والعرف النقابي. فأي رسالة تحاول حركة فتح ان توصل للشعب الفلسطيني من خلال هذا المسلك لعدد من الكتل الطلابية تقوده حركة الشبيبة المحسوبة على حركة فتح والتي ترأس مجلس طلبتها وتشكل اكثرية اعضائه المنتخبين؟
أي رسالة وطنية؟
هل تحاول حركة فتح من خلال مسلك طلبتها ودعماها لهم او على الاقل سكوتها على سلوكهم، او مزيج من هذا وذاك، ان تقول إن هذا هو نموذج الدولة والوطنية والمجتمع التي تعمل على تأسيسها وبنائه؟ دولة ومجتمع تستطيع بعض فئاته ومكوناته اخذ القانون بأيديهم في الوقت والطريقة التي يريدون؟ هل هذه هي دولة النظام والقانون التي نحن بصدد بناءها؟ هل هذه دولة المؤسسات التي نعد بها؟ دولة ومجتمع يتم فيه الاعتداء على قوانين وانظمة واحدة من أهم المؤسسات التعليمية والتي تحاول التميز بتربية طلبتها بروح الحرية والتعددية في ظل احترام الانظمة والقوانين؟
أي رسالة تربوية؟
أي نوع من الشباب تريد حركة فتح أن تخرج من جامعات الوطن؟ خريجون تربوا على اساس الجمع بين الوطنية والانضباط، الثورية في إطار النظام والقانوي؟ أم تربوا وتعلموا في اجواء قانون الغاب واخذ القانون باليد؟ الا تخشون من ان تشجيع كسر القوانين يساهم في انتاج الخريج الذي سيكون نواة الفلتان الأمني القادم؟
أي رسالة سياسية؟
وأي رسالة سياسية متناقضة ومزدوجة تحاول حركة فتح ان تمرر للشعب الفلسطيني من خلال اغلاق الجامعة على ارضية الاصرار على احتفال الكتلة الطلابية المحسوبة عليها لذكرى انطلاق الفصائل بأشكال ومظاهر عسكرية؟ كيف يستوي هذا والرسائل السياسية المناقضة التي نسمعها ويسمعها طلبتنا وابناء مجتمعنا من كبار قادة الحركة السياسيين؟ إذا كنتم تحاولون المزايدة على حركة حماس وسحب البساط من تحت اقدامهم، فاعلموا انكم بذلك تلعبون في في ملعبها، وبالتالي تعززوا خطابها، وتزيدون من نفوذها.
لقد خرجت جامعة بيرزيت عددا كبيرا ونوعا متميزا من قادة حركة فتح، والمنظمات والاحزاب الاخرى، كما خرجت كوادر تقود المجتمع في مختلف قطاعته، والجامعة تعتز بذلك وتفتخر، اليس من حقها على هؤلاء على الاقل ان يبذلوا جهدا بتوجيه شبيبتهم لاحترام مؤسستهم التعليمية واساتذتهم بدل تدميرها واهانتهم؟
تساؤلات نأمل من قادة وكوادر حركة فتح ان يجدوا في سياق احتفالهم بذكرى انطلاقته حركتكم الوقت اللازم لمراجعتها والتفكير بها، لعلهم ينتقلون من دور المتفرج الى دوور المسؤول.
وكل عام وأنتم وحركة فتح بخير.

الآراء الواردة في المدونة تعبر عن رأي كتابها، وليس بالضرورة عن رأي الجامعة.