دروس من انتخابات مؤتمر مجلس طلبة جامعة بيرزيت

الآن وقد انتهت انتخابات مؤتمر مجلس طلبة جامعة بيرزيت للعام 2019، أو ما يسمى بالعرس الديمقراطي، وأدلى الطلبة بأصواتهم، واختاروا من اختاروا لتمثيلهم في مؤتمر مجلس الطلبة للعام القادم، يطرح السؤال نفسه، لماذا تتفرد انتخابات جامعة بيرزيت بهذا الاهتمام المحلي والإقليمي؟ 

قامت عدة وسائل إعلام محلية وإقليمية ببث مباشر للمناظرة الطلابية، وانتظر المجتمع الفلسطيني بلهف نتائج هذه الانتخابات، هل المهم نتيجة الانتخابات أم العملية نفسها؟

صحيح أن المنافسة الانتخابية هي بين أكبر كتلتين طلابيتين هما حركة الشبيبة الطلابية، كتلة الشهيد ياسر عرفات، وهي الجناح الطلابي لحركة فتح، وكتلة الوفاء الطلابية، الجناح الطلابي لحركة حماس، وبالتالي فإن فوز أي منهما يعتبر فوزاً وتعزيزاً للنهج السياسي للفصيل الأم، وهذا ما يطلق عليه بباروميتر بيرزيت. أتباع هذه الكتل ينظرون إلى الانتخابات من حيث نتائجها، ولا تهمهم العملية الانتخابية بحد ذاتها.

فئة أخرى غير معنية بنتائج الانتخابات، تنظر إليها بحكم الأجواء الليبرالية في الجامعة ومأسسة العملية الانتخابية وشفافيتها كمرجعية لمجتمع فلسطيني تغيب عنه الشفافية والعملية الديمقراطية الحقة، فالانتخابات في بيرزيت لها إرث طويل من المصداقية والشفافية ما جعل المجتمع الفلسطيني وحتى الأطراف المتنافسة تثق بمصداقيتها. ففي انتخابات بيرزيت لا قمع ولا سحل، ولا تعديل دستور، ولا تمديد في مناصب، ولا فوز بالتزكية، الكل يحتكم إلى نظام انتخابي مقر.

جانب من انتخابات مؤتمر مجلس الطلبة لهذا العام

في جولة رئيس الجامعة ومساعديه على مراكز الاقتراع هذا الصباح، قدمت طالبة تشتكي إلى رئيس الجامعة عدم السماح لها بالتصويت عن طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة، فأجابها بالحرف الواحد، هناك نظام يطبق، وتستطيعي أن تتقدمي بأي شكوى إلى اللجنة التحضيرية للانتخابات.

بيرزيت بقعة مضيئة في ثقب أسود، أرست منذ تأسيسها قواعد العمل المؤسساتي الرشيد، فلا منصب دائم أو محجوز.

المواقع الإدارية في الجامعة من منصب رئيس الجامعة ونوابه وعمداء الكليات ورؤساء الوحدات تتبدل باستمرار، والإداريون يعودون إلى مواقعهم الأكاديمية تحت إشراف مرؤوسيهم برحابة صدر ورضى، الطلبة يختلفون في توجهاتهم ويجتمعون على هدفهم في تحرير الأرض والإنسان، شهادتي قد يطعن فيها لأنني ابن هذه المؤسسة وعايشتها لأكثر من أربعين عاماً كطالب وخريج وأكاديمي وإداري، بيرزيت أرست نموذجاً صادقاً في الانتماء، يفتخر بها كل من مر بها أو دار في فلكها، ولا أقول إلا كما قال ممثل خريجي الجامعة صادق جرار في اللقاء السنوي الذي عقد في دبي هذا العام: 

لنشتري زمناً في بيرزيت

الآراء الواردة في المدونة تعبر عن رأي كتابها، وليس بالضرورة عن رأي الجامعة.