كلمة رئيس الجامعة في حفل يوم الإذاعة بمركز تطوير الإعلام

الحضورُ الكريم،

أسعدَ اللهُأوقاتكم وأهلا وسهلا بكم في جامعة بيرزيت، وفي مركز تطوير الإعلام، الذي يحتفل هذا العام بمرور عشرين عاما على تأسيسه، وهي أعوامٌ كانت حافلةً بالإنجازاتِ على صعيدِ تطويرِالإعلام المحلي، إيمانًا منه ومن الجامعةِبأن إصلاحَ الإعلامِ يقطعُ نصفَ الشوطِ في مسيرةِ الإصلاحِ العام.

واسمحوا لي بهذه المناسبة،في "اليومِ العالمي للإذاعات" أن أهنئَكم بداية، وأن أذكّرَكم بأن لفلسطين تاريخًا وتراثًاإذاعيًّا مجيدًا؛فالإذاعة الفلسطينيةُ التي انطلقت من القدسِفي شهر آذار من عامِألفٍ وتسعِمئةٍ وستةٍ وثلاثين، لم تكن ثاني إذاعةٍ عربيةٍ بالترتيبِ الزمنيِ فقط، بل كانت وظلت حتى تاريخِإغلاقِها إبانَ النكبة، الإذاعةَ الأكثرَ تفوقًا، رغمَ تنامي أعدادِالإذاعات فيما بعد.

إن الإذاعةَ التي ترأسَها في حينِه الشاعرُإبراهيم طوقان، كانت قِبلةً لكلِّ الفنانين العرب، ومنارةً لنشرِ الثقافة، ومعملاً لصنعِ الكفاءاتِ الإعلاميةِ التي ساهمت بعد الشتاتِ في صناعةِ الإعلامِ الإذاعيِ والتلفزيوني في العديدِمن الأقطارِ العربية، كالأردن وسوريا ولبنان ومصر والعراق.

ولا يفوتُنا هنا التذكيرُ بإذاعاتِ الثورةِ الفلسطينيةِ، من دِرعا وعمان وبيروت وبغداد وصنعاء والجزائر وعدن، وغيرِها من المدنِ العربية، وما عملتْه من تكريسٍ للقضيةِ الفلسطينيةِوتعميقٍ للشعورِ الوطني لدى أجيالٍ من أبناءِ اللاجئين.

السيداتُ والسادة،

تعرفون أن الإذاعات وكافةَ وسائلِالإعلام التقليديةِ من صحفٍوإذاعاتٍ وتلفزيوناتٍ تخوضُ اليومَ تنافسًا حادًّا على جبهتين: الأولى بين بعضِها، والثانيةُ مع وسائلِ التواصلِ الاجتماعي، ورغم شدةِ التنافس، فإن إقصاءَ طرفٍ للآخرِ يُعدُّ مستحيلاً، وهو ما يذكرُنا بأن السينما لم تتمكنْمن القضاءِ على المسرحِ، وأن البثَّ الفضائيَّ التلفزيونيَّ لم يسحقِ السينما، وأن الكاميرا لم تتمكنْ من القضاءِ على فنِّ الرسم. ستعيش هذه الفنونُ جميعًا، وسيستمرُّ تنافسُها الحاد،وكلُّنا أملٌأن يقودَ هذا التنافسُإلى تطويرٍ مهنيٍّ مستندٍإلى معاييرِ الجودةِ في جانبيْ المضمونِ والإبداعِ الفني.

إن جمهورَنا الفلسطينيَّ يستحقُّ الأفضل، وقضيتَنا الفلسطينيةَ تحتاجُالأفضل، وإعلامَنا الفلسطيني بات اليوم، وأكثرَ من أيِّ وقتٍ مضى،بحاجةٍ ماسةٍلتطويرِ بيئةِ عملِه عبر التشريعاتِ الحديثةِ الضامنةِ لحريتِه، وعبرَ مناهجَ دراسيةٍ، ودوراتٍ تدريبيةٍ، ومواثيقَأخلاقيةٍ، وحمايةٍ نقابيةٍ، وبنيةٍ تحتيةٍ متينةٍ. والخبرُ السارُّ هنا أن مركزَ تطويرِالإعلام، وبالشراكةِ مع ثلاثٍ وسبعينَ مؤسسةًإعلاميةً وحقوقيةً وأكاديميةً حكوميةً وغيرَ حكومية، في الضفةِ وغزة، يحققُ يوميًّا إنجازاتٍ في هذه المجالات، فمن الدوراتِ التدريبيةِإلى الإنتاجاتِ النوعيةِ في البرامجِوالأبحاث والدراسات،إلى اقتراحاتِ مسودات القوانين،إلى المناهجِ التعليميةِ التي ستُعتمدُإنشاء الله في كلياتِ تدريسِالإعلام.

وما كان للمركزِأن يحققَ هذه الإنجازات لولا شراكتُكم معه، وهي شراكةٌ تعكسُ مدى الحاجةِإلى تطويرِالإعلام في بلادِنا،ونأملُأن تتواصلَ دومًا وأن تحققَ كافةَأهدافِها.

مرةًأخرى،أهلاً وسهلاً بكم، وأهنئُكم باليومِ العالميِ للإذاعات، ونتمنى لكم دوامَ التقدمِ والازدهار.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.