جامعة بيرزيت والتضامن الدولي مع القضية الفلسطينية

نحيي في جامعة بيرزيت التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية في شهر تشرين الثاني وذلك تزامناً مع يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1977 ليكون في 29 تشرين الثاني من كل عام. فمنذ اللحظة التي استهدف فيها الاحتلال الإسرائيلي المؤسسات الأكاديمية، عملت جامعة بيرزيت على بناء شبكات من الدعم والمناصرة لمقاومة محاولات السيطرة الإسرائيلية على العملية التعليمية والحريات الأكاديمية. 

واجهت الجامعة أكثر من 15 إغلاق بين عامي 1973 و1988، واقتحمت قوات الاحتلال الجامعة عشرات المرات، اعتقلت مئات الطلبة، وحاولت أن تتحكم بطبيعة المواد الدراسية التي تُدّرس في المحاضرات ومضمونها، لاسيما لمساقات كلية العلوم، وتحديداً في منع الحصول على مواد تعليمية للمختبرات لدواعي أمنية، إلى جانب رفض أو تأجيل حصول أعضاء الهيئة التدريسية الأجانب على تأشيرات دخول من أجل للتعليم في الجامعة، ووضع معيقات لحركة الطلبة من وإلى الجامعة بفعل الحواجز العسكرية.

لم تكن إدارة عمل الجامعة تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي سهلة في ظل مواصلة الاحتلال لتلك الانتهاكات، ما أثر على المسيرة الأكاديمية والحياة الجامعية. إن مواصلة الاحتلال الإسرائيلي انتهاك حرية التنقل، من خلال الحواجز العسكرية وجدار الفصل العنصري والحصار على غزة، أدى إلى تحويل التعليم في فلسطين إلى تعليم محلي محصور ومعزول عن المجتمع الفلسطيني والعالم. حوالي 58% من الطلبة في جامعة بيرزيت هم من مدينة رام الله والقرى المحيطة بها، يتحكم الاحتلال باختيارات الطلبة لتخصصاتهم والجامعات التي يرغبون الدراسة فيها، إلى جانب التأثير السلبي على تنوع في الجسم الطلابي. 

"بحثنا عن طرق لمساعدة الجامعة على البقاء رغم الاحتلال، ففكرنا بفائدة إقامة علاقات مع الجامعات في أوروبا. واتصلنا بالجامعات التي عرضت تقديم منح لطلابنا، وحاولنا إقامة علاقة تبادلية من خلال توفير الفرص للطلاب وإرسال بعض أعضاء الهيئة التدريسية لإلقاء المحاضرات أو إجراء الأبحاث." جابي برامكي، رئيس الجامعة بالوكالة من عام 1974 حتى 1993؛ كتاب جامعة بيرزيت: قصة مؤسسة وطنية جامعة.

وتعاني الجامعة من قلة أعداد الأكاديميين الأجانب، بسبب سياسة الرفض والمماطلة التي ينتهجها الاحتلال لمنحهم تأشيرات الدخول إلى فلسطين، بحكم سيطرته على جميع مناحي الحياة في الأرض المحتلة. وهذا ما يؤثر على قدرة الجامعة على منافسة مثيلاتها في العالم والحد من قدرتها على الاستفادة من الخبرات الدولية التي تزيد من كفاءة التعليم الذي تقدمه للطلبة. 

تشكلت مجموعات تضامنية مع الشعب الفلسطيني عامة، وجامعة بيرزيت خاصة مثل جمعية أصدقاء بيرزيت في بريطانيا، وأخرى مشابهة في الولايات المتحدة، ونجحت مجموعات ضاغطة أوروبية في توعية برلماناتهم حول الضغوط التي تواجهها الجامعة. ولطالما كانت العلاقات الدولية ذات أهمية في بقاء بيرزيت مفتوحة ومستمرة.

فبعكس كل التوقعات، تمكنت الجامعة من مواصلة عملها بدعم دولي واسع، ساهم في استمراريتها ورفعة سمعتها الأكاديمية.