طلبة وأساتذة جامعة بيرزيت يجابهون "كورونا" عبر "التعليم عن بعد"

فجأة ومن غير مقدمات تُشَلُ الحركة في العالم، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، ويجد الجميع نفسه تحت خيار واحد هو منع التجمعاتِ بأشكالها المختلفة، وكان من أول هذه التجمعات التي مُنِعت المؤسسات التعليمية.

 فور إعلان حالة الطوارئ في فلسطين، وحفاظًا على صحة الطلبة , والعاملين في الجامعة، واستمرارية العملية التعليمية، انتقلت جامعة بيرزيت من النظام التعليم الاعتيادي، إلى نظام التعليم لإلكتروني "عن بعد". واستبدلت حجرات الدروس المكتظة بالطلبة، بشاشات حواسيب من بيوت الطلبة والأساتذة، واستبدل لوح الدرس والأقلام بلوح رقمي.

 وضعت جامعة بيرزيت كافة امكانياتها لخدمة التعليم الإلكتروني، وتضافرت الجهود من الجميع من أجل نجاعة العملية التعليمية، نظرا لكونه الخيار الأفضل والوحيد في ظل التكنولوجيا الحديثة وسرعة التواصل من خلال شبكة الإنترنت والاتصال المباشر من خلال الحصص الافتراضية وغيرها باستخدام تطبيقاتٍ مختلفة ومتنوعة.

وحول هذا الأمر، يقول مساعد رئيس الجامعة د عزيز شوابكة: "في ظل حالة الطوارئ التي تشهدها البلاد، واتخاذ الإجراءات الوقائية  لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، وضعت الجامعة خطة للحفاظ على استمرار التعليم الأكاديمي دون انقطاع،  وتم تشكيل فرق دعم فنية متخصصة، وعملت على تقييم سير العملية التعليمية وتقديم الدعم والتوجيه اللازم للطلبة؛ والوقوف على أي صعوبات يواجهونها في نظام التعلم عن بعد".

وأضاف: "بعد أيام على بدء التعليم عن ، أعلن رئيس الجامعة د. عبد اللطيف أبو حجلة عن استثمار ربع مليون دولار لتطوير البنية التحتية الرقمية وخوادم الإنترنت، وذلك لدعم العملية التعليمية الإلكترونية وتفعيل الفصول الافتراضية ومنظومات التعليم الإلكترونية لجعلها مؤهلة، بما يخدم استمرار العملية التعليمية في الظروف الطارئة. ".

 وتظهر  الأرقام التزام واستجابة أعضاء الهيئة الأكاديمية والطلبة باستخدام أنظمة التعليم والتعلم الإلكتروني والمصادر البديلة بكفاءة وفاعلية، حيث وصل معدل الحضور في الصفوف الإلكترونية  إلى ما يزيد عن 77%.

وعملت دائرة تكنولوجيا المعلومات في الجامعة على تطوير بنيتها التحتية وخوادمها الإلكترونية، لتفعيل الفصول الافتراضية ومنظومات التعليم الإلكترونية لجعلها مؤهلة، بما يخدم استمرار العملية التعليمية في الظروف الطارئة. واستخدمت تقنيات مختلفة تشمل برامج المصادر المفتوحة (Open Source)، ومنها نظام إدارة التعلم (Moodle)، وتطبيقات البث الحي مثل برنامج (BigBlueButton) و (Zoom)، وهي برامج مجانية وسهلة الاستخدام لكل من الطلبة والهيئة الأكاديمية.

كما وقامت بشراء وتنصيب حزمة من تطبيق (Zoom) لتجاوز محدودية النسخة المجانية وربط هذه الحزمة بنظام التعليم الإلكتروني (Moodle)، وعملت الدائرة على رفع سرعة خطوط الإنترنت الرئيسية للجامعة لتستطيع تحمل الطلب المتزايد على الخدمات الإلكترونية عن بعد لمجتمع الجامعة، تواصلت مع شركة الاتصالات الفلسطينية من أجل زيادة سرعة خطوط النفاذ في منازل العاملين لتلبية احتياجات العمل عن بعد.

ولاقت تجربة التعليم عن بعد ترحيبا كبيرا من الطلبة، تقول الطالبة  في دائرة الإعلام سجى الحاج "هناك التزام وجدية واضحة من الطلبة والأساتذة، خصوصاً أن الجميع يدرك خطورة الوضع الذي نعيشه الآن في ظل تفشي فيروس كورونا، وأن التعليم الرقمي هو الحل الوحيد لإكمال الدراسة وضمان عدم ضياع الفصل الدراسي. وتضيف: "هناك الكثير من المهمات والواجبات المفترض القيام بها، كما لا يتوانى الأساتذة عن تسجيل حضور وغياب الطلبة عن الحصص الافتراضية، واستلام المهمات وفتح النقاش والمشاركة مع الطلبة."