انطلاق فعاليات المنتدى الحضري الثاني في جامعة بيرزيت

قال رئيس الجامعة د. عبد اللطيف أبو حجلة "إن جامعةَ بيرزيت، وإذ يعد التعليم إسهامها الأبرز في النهوض بالمجتمع الفلسطيني، لا تتوانى عن المساهمة في كل المجالات المجتمعية المهمة، وينعكس حضورها إيجابيا في الشراكات التي تدخل فيها، والعلاقات التي تبنيها مع مختلف أركان المجتمع الفلسطيني."

جاء ذلك خلال كلمته في المنتدى الحضري الفلسطيني الثاني، بعنوان: "نحو توطين الأجندة الحضرية، رسم مستقبل المدن الفلسطينية"، اليوم الاثنين 30 تشرين الأول 2017، في مسرح نسيب عزيز شاهين في الجامعة، بحضور رئيس الوزراء رامي الحمد الله ووزير الحكم المحلي د. حسين الأعرج، ورئيس مكتب الممثلية الألمانية بيتر بيرفيرث.

وأضاف: "يعد التخطيط الحضري والإقليمي من المجالات المهمة التي توليها الحكومات الاهتمام، حيث أصبحت جزءاً أساسياً في إعداد وتنفيذ خطط التنمية الوطنية، والإقليمية، والمحلية المستقبلية، التي تصبو الدول من خلالها لتحقيق طموحاتها. ويعنى هذا التخصص بكافة مناحي المنطقة الحضرية، فهو يشمل تخصصات متعددة، مثل الإدارة والسياسة والقانون والاقتصاد وعلم الاجتماع والهندسة والبيئة وغيرها. ويهدف إلى تقييمِ الحياة العمرانية والريفية، وإيجادِ حلول هندسية للمشاكل العمرانية، مثل التضخم السكاني، والعشوائيات، وأزمات المرور، وتنظيمِ الحركة بين السكان والخدمات. وكذلك نقل المجتمع من الأوضاع القائمة إلى أوضاع أكثر تقدما لتحقيق أهداف محددة تسعى لرفعِ مستوى معيشة المجتمع ككل من كافةِ جوانبه: عمرانياً واجتماعياً واقتصادياً وجمالياً، وذلك عبر استغلال كافة الموارد والإمكانيات المتاحة لتحقيق تلك الأهداف، وحل المشكلات العمرانية في البيئات الحضرية المختلفة."

من جهته عبر الحمد الله عن سعادته بالمشاركة في افتتاح هذه المنتدى قائلاً: " “تشرفني مشاركتكم افتتاح المنتدى الحضري الفلسطيني الثاني، وتغمرني السعادة وأنا أتواجد بين هذا الحشد المهم والملهم من الباحثين والأكاديميين والمختصين وممثلي هيئات ومجالس الحكم المحلي، وفي رحاب جامعة بيرزيت، التي تحتضن أبرز الفعاليات الوطنية وتصر على أن تكون ساحة للرأي والتداول وتبادل الخبرات. انقل لكم جميعا تحيات الرئيس محمود عباس ومباركته لهذه الفعالية المتميزة، بما تمثله من خطوة هامة للارتقاء بالنقاش حول متطلبات التنمية الحضرية المستدامة في فلسطين وزيادة الوعي بتحديات التحضر وتغيير الواقع المعاش بالمدن نحو المزيد من الانتعاش والتقدم والنمو، بل وتطويع المدن في ضمان مستقبل آمن ومستدام للجميع”.

وأضاف: " ان المدن الفلسطينية، وإذ تواجه كسائر المدن والمراكز الحضرية، التحديات البيئية والاكتظاظ ومتطلبات النمو الاقتصادي والاجتماعي والتصدي لاحتياجات سكانها، فإنها تواجه أيضا الممارسات والقيود الاحتلالية الإسرائيلية. فالاحتلال يخنق المدن والقرى والبلدات الفلسطينية بالجدران والمستوطنات ويقطع أوصالها ويعيق وصولنا إلى مواردنا الطبيعية، وهو يمعن كذلك في مصادرة الأرض والموارد وينتهك البيئة الفلسطينية، ويعرقل جهود البناء في حوالي 64% من مساحة الضفة الغربية هي المناطق المسماة (ج)، ويستمر في حصاره على قطاع غزة. هذا بالإضافة إلى هدم البيوت والمنشآت، حيث هدمت قوات الاحتلال منذ بداية هذا العام، أكثر من ثلاثمائة وسبعين منشأة ومنزلا، منها ثمانية وتسعون منشأة ممولة دوليا. إن إسرائيل بهذا كله، إنما تضع العراقيل أمام نمو الاقتصاد الفلسطيني، وتحكم سيطرتها على مقدرات الشعب، وتمنع إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا وقابلة للحياة”.

وتحدث الأعرج عن أهمية التخطيط الحضري للشعوب، متحدثا عن اهتمام الحكومة الفلسطينية في متابعة الواقع الفلسطيني بهذا المجال للوصول به إلى أفضل حالة، مبيناً أن المنتدى يهدف إلى تعزيز السياسة والحوار العام حول الوضع الراهن وآفاق التنمية الحضرية في الأرض الفلسطينية، إضافة إلى تسليط الضوء على الحالة الراهنة للتنمية الحضرية في الأرض الفلسطينية، وإبراز التحديات والمعوقات التي تواجه التنمية الحضرية وعملية التخطيط السليم، والمشكلات التي تواجه المؤسسات الفلسطينية على جميع المستويات فيما يتعلق بذلك.

فيما بين ممثل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية زياد الشقرة في مداخلة قدمها عبر الهاتف من غزة، "أن هذا المنتدى يتماشى مع سياستنا القوية للتخطيط لمستقبل حضري أفضل لدولة فلسطين، حيث يتم تخطيط المدن الفلسطينية بشكل متسق، وهذا يساهم لجهودنا الساعية نحو توطين جدول الأعمال الحضري الجديد في فلسطين من خلال تعزيز الإدارة الحضرية، مع المؤسسات والآليات السليمة التي تمكن و تُشرك أصحاب المصلحة".

من جهته أشار بيرفيرث كلوس إلى التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني والتي هي بحاجة إلى جهد مضاعف لحلها، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لديه القدرة على العمل على مواجهة الظروف الصعبة التي يعيشها.