معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية يعقد لقاء حول الهجرة الجماعية لليهود العراقيين

عقد معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية يوم الخميس 14 كانون الثاني 2011، لقاء الطاولة المستديرة حول: الهجرة الجماعية لليهود العراقيين ما بين 1950-1952، قدمها د. عباس شبلاق من جامعة أكسفورد.

وقد ركزت الورقة على تحليل التطورات التي وضعت الجالية اليهودية تحت ضغط وهم كبيرين دفعت بهم إلى ما يشبه الهستيريا الجماعية، والتي أدت إلى إجلائهم الجماعي لإسرائيل بين نيسان 1950 وتموز 1951، مستعرضاً الدور الذي قامت به الجهات الفاعلة الرئيسية بما في ذلك القيادة الإسرائيلية والبريطانية والأمريكية، بالإضافة إلى الحكومة العراقية في حينه.

وأوضح شبلاق أن الجالية اليهودية العراقية هي واحدة من أكثر الجماعات المتأصلة تاريخياً والمتعلمة والملتزمة في الشأن العام داخل المجتمعات العربية والإسلامية. مشيراً أن دراسة وضعهم تساعد على توضيح معالم هوية جماعات متأصلة في المشرق وطريقة فهمهم لعلاقتهم مع مجتمعاتهم وكيفية تعاملهم مع الصهيونية، خاصة أن اليهود العراقيين يتميزون بكونهم لا يرون يهوديتهم من منظور وطني بل من منظور ديني، وبهذا فإنهم لم يكونوا جزءاً من المشروع الصهيوني لفلسطين، والذي ينسجم في جوهره مع النظام الاستعماري الأوروبي.

واستعرض شبلاق حركة اليهود من وإلى العراق ومساهمتهم في تشكيل العراق الحديث، بالإضافة إلى لقاء الجالية اليهودية المبكر مع الحركة الصهيونية. وكذلك تأثير الصراع في فلسطين وإعلان دولة إسرائيل، والتحول في المشهد السياسي العراقي وتأثير ذلك كان على الشعب العراقي والحكومة العراقية.

كما تم  تقييم الآثار الطويلة الأجل لهذه الهجرة الجماعية، وأثرها على الصراع العربي الإسرائيلي، والمحاولات التي قامت بها الحكومات الإسرائيلية المتتالية لاستغلال نتائج هذا النقل الفعلي للاجئين الفلسطينيين وللجاليات اليهودية العربية على حد سواء.

وكان  المعهد قد قام بورشة عمل على مدار يومين بهدف التخطيط لمستقبل العمل البحثي في مجال الهجرة القسرية واللاجئين ومناقشة خطط مساقات التركيز (تركيز الهجرة القسرية واللاجئين)، الذي تم استحداثه ولأول مرة في جامعة بيرزيت العام الماضي ضمن برنامج الماجستير في الدراسات الدولية.

ففي اليوم الأول تم عقد اجتماع اللجنة الاستشارية لوحدة الهجرة القسرية واللاجئين والمكونة من: د. فيليب فارغ، مدير مركز سياسة الهجرة في معهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا، د. يوسف كرباج، من المعهد الوطني للدراسات الديمغرافية في باريس، د. مروان خواجا، من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا الإسكوا، بالإضافة إلى د. روجر هيكوك ود. مجدي المالكي ود. عاصم خليل من جامعة بيرزيت، وبمشاركة عدد من الخبراء الدوليين من مؤسسات بحثية وتعليمية مرموقة وهم د. عباس شبلاق، باحث في جامعة أكسفورد، د. جلال الحسيني باحث في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، د. محمد علوان أستاذ القانون الدولي في جامعة اليرموك، د. ليكس تاكنبرغ من وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين - الأونروا، ود. دومنيك بونتا من معهد الأبحاث من أجل التنمية الفرنسي.

وناقش المشاركون في اجتماع اللجنة الاستشارية سبعة أوراق سياساتية منبثقة عن عمل الوحدة، والتي أعدها مجموعة من الخبراء في مجال الهجرة القسرية واللاجئين، وهم: د. سليم تماري (اللاجئون الفلسطينيين وإستراتيجية التفاوض)، د. جلال الحسيني (احتياجات وكالة الغوث)، د. روجر هيكوك (إيجاد وفتح الأرشيف الفلسطيني: حاجة وطنية)، د. عباس شبلاق (اللاجئون الفلسطينيون في الدول العربية المضيفة )، د. دومنيك بونتا (نحو نهج نوعي في حركة الفلسطينيين بين الضفة الغربية والأردن)، أ. ياسر شلبي (اللاجئون الفلسطينيون والحاجة لمعلومات)، أ. شعوان جبارين (تهجير وإبعاد الفلسطينيين وحاجة اللاجئين للحماية). على أن تشكل هذه الأوراق أساسا للتوجهات البحثية للوحدة ولسياسات المعهد في هذا الخصوص والتي سيتم إيصالها عند إقرارها إلى صناع القرار للاسترشاد بها.

أما في اليوم التالي، قام أعضاء اللجنة الاستشارية والخبراء الدوليين وبمشاركة أعضاء هيئة تدريسية في جامعة بيرزيت بمناقشة خطط مساقات تركيز الهجرة القسرية واللاجئين والتي أعدها كل من د. رائد بدر (اللاجئون الفلسطينيون)، د. مجدي المالكي (ديمغرافيا اللاجئين)، د. ياسر العموري (القانون الدولي للاجئين)، ود. مجيد شحادة (هوية اللاجئين والتواصل مع الشتات). وقد دار النقاش حول ما سيتم طرحه من مواضيع في كل مساق والمصادر المستخدمة وتنوعها وذلك بهدف ضمان تحقيق اكبر فائدة إلى الطلاب المعنيين.

يذكر أن وحدة الهجرة القسرية واللاجئين أنشأت في معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية عام 2009 والتي تهدف إلى تشجيع البحث العلمي في مجال الهجرة القسرية واللاجئين بالإضافة إلى طرح تركيز لطلاب الدراسات الدولية في مجال الهجرة القسرية واللاجئين وإلى التشبيك مع مؤسسات ذات علاقة في الموضوع لتشجيع تبادل المعلومات والوثائق المتعلقة بالموضوع.