لا لإغلاق المؤسسات التعليمية!

ونعم لتحقيق مراجعة شاملة لأقساط الطلبة من حيث القيمة وأسعار الصرف ومراعاتها لمتوسط الدخل وحال الناس البائس في ظل استمرار الاحتلال، ونعم لحماية المؤسسات التعليمية وتوفير الوقفيات اللازمة لدعم موازناتها وتجنيبها ويلات الإضراب، ونعم لتنظيم عمل الجامعات والكليات والمدارس الخاصة التي تعمل مجتمعة وحتى تاريخه دونما نظامٍ واضحٍ وعادلٍ وجامع. ونعم لكل شيء يأتي بالاتفاق والوفاق والعدل والشعور بحال الناس، ونعم لمجمل قضايا لن يحلها أو يحكمها سوى الحوار البناء والملتزم بشعارٍ سبق وإن اتفقنا عليه بأن لا لإغلاق مؤسساتنا التعليمية التي بقيت عصية لعقودٍ طويلة أمام محاولات الاحتلال إغلاقها وتدميرها وتجهيلنا وشطبنا عن خارطة المعرفة. نعم للفصل بين أزمة الأقساط المزمنة والمحتاجة لعلاجٍ آنيّ وبين ضرورة أن تبقى الجامعات مفتوحة أمام المعلمين والمشرفين والإداريين حتى في زمن الإضراب الذي لا بد وأن نتعاون جميعاً ليرى نهاية سعيدة ومسؤولة وحاسمة. نعم لمراجعة شاملة لنظام التعليم وما يوفر له من نسب من الموازنة العامة بحيث يحصل على حصة الأسد في الاهتمام والرعاية، ونعم لتشجيع ثقافة الترابط والتواصل والحرص المشترك على حل الأمور بعيداً عن الشعارات والخطب الرنانة والوعود الجوفاء. ونعم لإيجاد التعاونيات الطلابية الفاعلة داخل الجامعات وتوجيه ساعات الخدمة الطلابية المجتمعية باتجاهها، بحيث يشارك الطالب في استدامة حياته المالية واحتياجات جامعته ويعيش صقلاً غير مسبوق لشخصيته وحضوره وحتى مواهبه وإبداعاته. لقد راقبت بحزنٍ شديد خلال الأسابيع الماضية ما قاله البعض عن فصائل العمل الوطني ومحاولات تحميل فتح المسؤولية المطلقة على ما آلت إليه الأمور في جامعة بيرزي، تحديدا، والوصول إلى حد القول إن حركة 'فتح' باتت حركة إغلاقٍ للجامعات، وهنا أؤكد على أن المسؤولية جماعية في حلحلة مرضٍ مزمن وأن 'فتح' لا يمكن إلا أن تكون جزءًا من الحل لا جزءًا من أية مشكلة وأن قناعات جموع أبناء الحركة تقوم على عدم إغلاق المؤسسات التعليمية وحل الأمور بالحوار المسؤول دونما تأجيل أو مماطلة. هذا لا يعني بأننا ملائكة ولا نخطئ، بل يعني أننا نمتلك الجرأة بأن نشخص الخطأ ونعالجه ونساهم في تبني وحماية روح المسؤولية على أرضية توافقية تحمي مصانع المعرفة والثقافة والفكر والنضال التي تشكل العمود الفقري الوحيد لبقائنا في مواجهة محتلٍ غاشم. إن المال المخصص للتعليم في فلسطين لا يكفي، كما أن جودة التعليم وكفاءته تحتاج للمراجعة، إذ أن جامعاتنا وفي رأي الكثيرين لم تعد سوى منصاتٍ لتأجيل البطالة المستقبلية لجموع الشباب مما يضيف إلى جيشٍ سابقٍ ومتراكم من العاطلين عن العمل، فحفلات التخرج لا تشهد إلا نشواتٍ لحظية تنتهي بانتهاء الحدث والحفل ليواجه بعدها الخريج حقيقة البطالة المرّة. اليوم دعونا نستفيد من درس جامعة بيرزيت الأخير حتى نفتح ملف إصلاح وتطوير التعليم وليكن العام المقبل عاماً لذلك، إذ أن دوام الحال من المحال ولا داعي للمكابرة لا على مستوى رياض الأطفال ولا المدارس ولا نظام التوجيهي الواجب تبديله ولا على مستوى الجامعات أو البحث العلمي أو الميزانيات المتاحة لكل ذلك. العبرة لمن اعتبر..