رام الله في عهد الانتداب البريطاني

محاضرة عقدها برنامج الماجستير في التاريخ

تناول أستاذ العلوم السياسية د. سميح حمودة  تاريخ مدينة رام الله في عهد الانتداب البريطاني متحدثا عن  العلاقات الإسلامية المسيحية الدينية،   ومحاولا تبيان طبيعة العلاقة التي اتسم بها مجتمع رام الله ، مستندا في ذلك  إلى أرشيف بلدية رام الله الذي أعده  د. حمودة مع عدد من الباحثين  في محاولة لاستخدام معلومات مفصلة من تداولات ومحاضر اجتماعات البلدية والعديد من الوثائق الرسمية التي لم تلاقي اهتماما من هذا النوع من  قبل.

جاء ذلك في محاضرة عقدها برنامج الماجستير في التاريخ يوم لاسبت في 10 نيسان 2011 حضرها عدد من الباحثين والمهتمين وطلبة الدراسات العليا في التاريخ والدراسات العربية المعاصرة ، وطلبة العلوم السياسية. 

واستطاع د. حمودة من خلال هذا الأرشيف الخروج  بالعديد من الاستنتاجات المهمة حول علاقة المسلمين والمسيحيين  واليهود بعضهم ببعض،  متابعا ومن خلال نفس المادة المتوفرة تطور مدينة رام الله على المستوى العمراني والاجتماعي، ليقوم  بذلك بدحض الرواية الإسرائيلية التي طالما ادعت أن علاقة الفلسطينيين  بأرض فلسطين هي عبارة عن علاقة بدو رحل بقطعة من الأرض، ومن حق أي احد  أن يدعي ملكية هذه الأرض  وأن يطردهم منها . 

وتناول ايضا في استنتاجاته مدى تأثير الانتداب البريطاني على  نشأة وتحول هذه المدينة في مجال العمران .. المباني والشوارع... والتحول من سلطة الفوضى التي مارسها النظام العثماني على مجتمع رام الله الي سلطة القانون،  مستندا بذلك الي تحولات في شكل العمران ومستخدما مجموعة من الوثائق، وتحديدا تلك الوثائق التي تقدم بها  أهل رام الله إلى سلطة الانتداب للحصول على رخص لفتح نوافذ، بعد أن كانت  اغلب البيوت  تبنى في العهد الثماني دون نوافذ تلبية لحاجة الأمن  والأمان الذي لم يكن يتوفر أثناء الحكم العثماني،  مشيرا إلى أن هذا التحول في شكل العمران يدلل أن سلطة القانون في عهد الانتداب البريطاني كانت  أفضل بكثير مما كانت عليه في العهد العثماني 

وتحدث الدكتور سميح حمودة أيضا عن طلبات قدمت من قبل مواطنين  عرب لتصديق شهادات للسماح لهم بالسفر .وحول العلاقة التي اتسمت بالانسجام عن علاقة المسيحيين والمسلمين واليهود بعضهم البعض.

وفي هذه الندوة  تناول المحاضر مداولات ( من خلال محاضر بلدية رام الله) لاتخاذ قرار حول ملكية ارض  بين المسلمين والمسيحيين، وبمصادقة  مجلس بلدي رام الله الذي كان يتكون من المسيحيين فقط بوصفهم الأغلبية الساحقة في تلك الفترة ومدى التفاهم بين المسلمين  والمسيحيين

وتطرق المحاضر ايضا الى المجالات التي ساهم الانتداب البريطاني في تطويرها كالبنية التحتية للمدينة وتطوير المجالات الصحية .

ويذكر ان هدف هذه القراءة البحثية للوثائق في الأساس هو محاول للرد على الرواية الصهيونية  التي تروج بأن فلسطين كانت عبارة عن قطعة ارض تستوطن فيها مجتمعات بدوية متنقلة وليس لها أي جذر مدني. وأشار حمودة ايضا ان مدينة رام الله حافظت على هويتها العروبية وذلك يبدو واضحا من موقف بلدية رام الله من ثورة العام 1936 حيث يظهر في هذه الوثائق ان المدينة قامت بدعم الثورة بالمال بمبلغ 4000 جنيه فلسطيني والعديد من المراسلات التي قامت بها البلدية  محاولة إيقاف حمام الدم في فلسطين .

واختتم الدكتور سميح حمودة محاضرته بوصف كل ما جاء فيها بأنه تصور لطريقة بحث قد تخدم  الراوية الفلسطينية في إطار صياغة رواية فلسطينية حول تاريخ مدينة رام الله ، انطلاقا لأرشفة الوثائق التي تخص جميع الشؤون الفلسطينية .