عرض الفيلم الوثائقي "الذوات والذوات الأُخرى: صورة لإدوارد سعيد" في بيرزيت

عرض معمل الأفكار ومنتدى المناظرة الطلابية في جامعة بيرزيت، يوم السبت 17 شباط 2018، فيلم "الذوات والذوات الأُخرى: صورة لإدوارد سعيد"، الذي يوثق الفترة الأخيرة في حياة المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد، بحضور زوجته السيدة مريم سعيد.

ويسلط الفيلم الضوء على حياة سعيد وعلى اهتماماته الفكرية، فقد بدأ بلقطات لسعيد وهو يقود سيارته ويتحدث عن مرضه واكتشاف إصابته بسرطان الدم، وأنّه لم يعد يخاف من الموت، وبعد ذلك يعود الفيلم إلى سنوات طفولته، فيتحدث عن ولادته وطفولته من خلال استعراضه لصوره، ويتحدث عن دراسته في مصر وكيف كان يُنظر له كغريب لأنه فلسطيني مسيحي ويحمل الجنسية الأمريكية، وعن زياراته لفلسطين خلال العطلة الصيفية، قبل أن تحل النكبة وتهجر عائلته، كما يذكر زيارته للاجئين الفلسطينيين في مصر وظروف حياتهم الصعبة.

ويروي الفيلم عن دراسة سعيد في أمريكا والصعوبات التي واجهها في البداية، وشعوره بأنه في منفى وغريب عن المجتمع، ليتحدث بعد ذلك عن أبرز ما كتبه وهو كتاب "الاستشراق".

وتحدث سعيد عن التزامه السياسي، فقد قرر الالتحاق بالنضال الفلسطيني، وأصبح عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني عام 1977، واستمر فيه حتى توقيع اتفاقية أوسلو، التي عارضها سعيد لأن عرفات لم يعرضها على الشعب للموافقة عليها أو رفضها، ولأنها لم تتحدث عن حلول لقضايا مهمة مثل اللاجئين والمستوطنات والمياه، وأشار سعيد إلى أنه من أوائل المعارضين لأوسلو وكتب ضدها. كما تحدث عن الانتفاضة الثانية التي كانت تدور أحداثها خلال تصوير الفيلم.

وأشار سعيد خلال الفيلم الذي سجل في نيويورك بين منزله ومكتبه في جامعة كولومبيا، إلى رؤيته للمثقف، الذي اعتبر أنّ من واجبه أنّ يكون ناقدًا دائمًا يطرح الأسئلة، ويبشر بالمستقبل ويحمل الأمل، كما يقع على عاتقه إبقاء القضية حية والسير عكس السائد.

وعرض الفيلم لقطات لسعيد وهو يعزف على البيانو، وبيّن أنّه يقاطع الإعلام الأمريكي لأن كل المقابلات التي تجري معه، يكون فيها في خانة المتهم ويجب أن يدافع عن نفسه خلال دقيقة.

واختتم الفيلم بلقطة لإدوارد سعيد يحمل صورة التطقت له عند اكتشاف إصابته بمرض سرطان الدم عام 1992.

وتلت الفيلم حلقة نقاش حول فكر إدوارد سعيد بين الحضور وزوجته، التي أشارت إلى أنّ الفيلم صور وأنتج عام 2002 وأنّ سعيد شاهد الفيلم قبل وفاته.