قصة نجاح.......يارا سقف الحيط: "البحث عن روح المكان هو ما دفعني للمشاركة في المسابقة" - إضاءات

الأبنية القديمة، هي روح مدينة رام الله، فهي التي تحمل عبق الماضي وسحر المستقبل، وتختزن في ذاكراتها الكثير من الأحداث والأخبار التي صنعت الحاضر، وهي من تعانق بصمتها ضوضاء المواطنين وصخب حياتهم.

لقد شهدت مدينة رام الله، تغيرات اجتماعية وسياسية امتزجت بالتطور الاقتصادي، الذي رسم شكلاً جديداً للمدينة، فزحف الاسمنت المسلح إلى المساحات الخضراء، وانتشرت المباني الحديثة التي تفتقد إلى روح الماضي وعبقه، وتم هدم العديد من المباني القديمة لتحل مكانها الاستحداثات التي شوّهت الطابع المعماري التقليدي للمدينة.

حسبة رام الله للخضار، لم تزل شاهدةً على ما حل في المدينة من زحف معماري، وتشهد هي الأخرى محاولات كبيرة لإحلال مبانٍ عمرانية مكانها، ومن هنا، رأت طالبة الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت يارا سقف الحيط، ضرورة الحفاظ على روح هذا المكان، وعدم استبداله بمبنى أصم لا يعج بالحياة، فسارعت يارا بالتقدم لجائزة تحدي المقال "بيركلي" ، حيث تسعى المسابقة لجعل المهندسين المعماريين يلعبون دورا رئيسيا في الحياة الاجتماعية والثقافية والنفسية للفرد والمجتمع ككل، من خلال تقديم مقالات حول خطط للعمارة من منظور اجتماعي.

قدمت يارا مقالاً حول حسبة رام الله، تحدثت فيه بالبداية عن مفهوم العمران المقدس بالشكل الشخصي، وليس بالوعي العام. فرأت أن مفهومها الذاتي للمقدس ينبع من ندرة وجود الفراغ أو المساحة الخضراء في مدينة رام الله، بسبب عشوائية العمران، وعدم وجود تخطيط عمراني، وهو ما يحرم المواطنين من روح المكان وعبيره، ثم قدمت تعريفاً بسوق حسبة رام الله ومميزات المكان وماضيه، وفي نهاية المقال الذي حمل عنوان:" فضاء مفتوح في المدينة خوفا من الفراغ، دراسة حالة لسوق خضار رام الله"، دعت يارا جميع الجهات المعنية إلى الحفاظ على السوق وترميمه، وإعادة تنظيمه للحفاظ على قيمته المكانية، دون إزالته.

تأهلت يارا بمقالها إلى المرحلة النهائية من المسابقة التي شاركت بها ثلاثون دولة في العالم، وكانت هي المتبارية العربية الوحيدة، التي استطاعت بمقالها أن تؤكد على ضرورة الحفاظ على الماضي والتراث لكونه المرجع الأول والأساسي للمستقبل.

وعن دراستها للهندسة المعمارية في الجامعة، تقول: "بعدما أنهيت دراستي للثانوية العامة، ومن بين الكثير من التخصصات المتاحة، وجدت أن العمارة هي الأكثر قرباً لشخصيتي، فهي عملية التفكير التي تتداخل مع مجالات الحياة المختلفة، ومع سلوك الناس وأفكارهم، وأحاول من خلال العمارة أن أبحث عن أفكار جديدة تجاري التطور والعصرنة ولكنها في ذات الوقت تحافظ على الأصالة".

 

حظيت يارا بتشجيع كبير من أساتذتها وقدموا لها النصائح التي ساهمت في وصولها للمرحلة النهائية من المسابقة، حيث ترى يارا أن الجامعة ما هي إلا نقطة البداية في الطريق، والمجهود الأكبر يقع على عاتق الطالب الشخصي، فعليه دائماً أن يأخذ المبادرة، ويقدم على المواجهة بغض النظر عن نتائجها. 

 

 مكتب العلاقات العامة