انطلاق المؤتمر السنوي لمعهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان في دورته 24 في جامعة بيرزيت

انطلقت في جامعة بيرزيت، اليوم الجمعة 5 تشرين الاول 2018، فعاليات المؤتمر السنوي لمعهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان في دورته الرابعة والعشرين، تحت عنوان "سبعة عقود على الإعلان العالمي لحقوق الانسان: ماضي ومستقبل حقوق الإنسان وفلسطين".

وخلال افتتاحه للمؤتمر أكد رئيس جامعة بيزريت د. عبد اللطيف أبو حجلة، على أهمية مؤتمر مواطن السنوي؛ قائلاً: "إن مؤتمرَ مواطن السنوي بات تقليداً يجسدُ القناعةَ بضرورة طرحِ القضايا الفكرية والهموم المجتمعية والوطنية للنقاش العام، وهي قناعةٌ بأن العملَ والفكرَ مرتبطان، وبأن الجامعةَ والمجتمعَ شريكان، وبأن قضايانا واحدة، وإن اختلفت سبلُ مقاربتها. ويشكلُ هذا المؤتمر برهاناً على احتضانِ المجتمع الفلسطيني للجامعة، وهو احتضانٌ يشكلُ خطَّ الضمانة الأقوى، والأكثرَ فاعلية، لقدرةِ الجامعةِ على لعبِ الدور المرجوِّ منها، ولقدرتِها على الاستدامةِ وعلى صونِ استقلالها، ويشكلُ سنداً أساسياً وبوصلةً لوجهتها الوطنية. "

أما مدير معهد مواطن للديمقراطية وحقوق الإنسان د.مضر قسيس، فأكد على رؤية معهد مواطن لدور المجتمع في الحياة الثقافية والعلمية والسياسية والفنية الفلسطينية، وقال: "هناك روايتان تجسدان العهدين الدوليين لأسطورة حقوق الإنسان، الأولى المتعلقة بمؤلفي النص وحقبته، وما يمكن استنباطه حول نواياهم التي ينضح بها نص الإعلان العالمي لحقوق الانسان في أي قراءة نقدية تاريخية له. أما الرواية الثانية فهي تلك التي نعرفها إلى حد كبير في فلسطين، والتي تكمن في أن الاعلان وما لحق به من وثائق لعبت دورا أساسيا في عملية الإقرار بحقوق المقهورين بالهيمنة الأجنبية، ونصت على الحق في تقرير المصير وشكلت عربة لتفعيل التضامن الأممي مع الشعب الفلسطيني."

وقدمت بيتينا ماركس من مؤسسة هاينريش بول الألمانية في رام الله مداخلة حول حقوق الإنسان في السياسية الخارجية الأوروبية: هل تقوم على القيم أم تنبع من المصالح، وتحدثت خلال مداخلتها عن ما يسمى "الحق التاريخي لوجود اليهود في فلسطين"، مبينة ان هذا الأمر جعل وجود الفلسطيننيين على أرضهم يتوقَّف فقط على تسامح إسرائيل معهم، وأنَّ حقوقهم - في وطنهم وفي المساواة وتقرير مصيرهم الوطني - غير معترف بها من قِبَل إسرائيل. ومقاومتهم للاحتلال المضمونة في القانون الدولي، يتم اعتبارها من قِبَل إسرائيل كتمرُّد غير مشروع على سادة البلاد الشرعيين وكإرهاب تتم ملاحقته على هذا الأساس.

وخلال الجلسة الأولى التي جاءت تحت عنوان "ماهية حقوق الإنسان" التي ترأستها أستاذة دراسات المرأة د. إصلاح جاد، ناقش عضو الهيئة الأكاديمية في كلية الكرمل في حيفا د. رائف زريق في مداخلته "الوجه الأسود للحقوق" المخاطر التي تعرضت لها حقوق الانسان من ناحية الشك والتحريف والتفكيك والاستجواب، وتحدث فيها عن العلاقة بين حقوق الإنسان والعاطفة التحررية، والتناقضات والنزاعات بين الحقوق ذاتها.

أما أستاذ الفلسفة في معهد الدوحة للدراسات العليا د. رجا بهلول فتحدث في مداخلته "عالمية حقوق الإنسان" عن معنى الحديث عن الوجه الأبيض لحقوق الإنسان في إطار مفهومها العالمي، الذي يترافق مع الحاجات الإنسانية المشتركة، ، وبنفس الوقت لا يلغي الخصوصية الثقافية بين البشر، بحيث تصبح عالمية وغير عالمية في الوقت ذاته.

واختتمت الجلسة بمداخلة قدمها نائب رئيس جامعة بيرزيت للشؤون المجتمعية وأستاذ القانون د. عاصم خليل بعنوان: "حقوق الإنسان في فلسطين والعالم: مفهوم متغير في عالم متغير" وتناول بها مفهوم الحقوق الأساسية منذ نشأة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والفهم المتغير لها بالرغم من ثبات النصوص وتشابهها، وهَدِف عاصم من خلال هذه الورقة إلى إسقاط المفاهيم المتغيرة للحقوق الأساسية، ورفض الخطابات المسلم بها لحقوق الانسان، وطالب بمراجعتها لرفع مكانة الحقوق الأساسية.

أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان: "حقوق الإنسان في الحقل السياسي" وترأستها أستاذة دراسات المرأة في جامعة بيرزيت د. أميرة سلمي، وقدمت خلالها أستاذة القانون في جامعة وندسور ريم بهدي مداخلة بعنوان: "أبعاد الكرامة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي الممارسة السياسية"، وناقشت خلالها المفاهيم المتنافسة لكرامة الإنسان التي قدمها صواغ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكان من اهداف الاعلان ايضا الحفاظ على النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية.

أما المداخلة الثانية فكانت بعنوان "المساءلة بوصفها تواطؤا" وقدمها عضو الهيئة الأكاديمية في الجامعة الأمريكية في القاهرة جيسون بيكيت، وبين فيها أن منظومة حقوق الإنسان لطالما كانت اداة تحكم وسيطرة لدول الشمال على دول الجنوب، والتعويل عليها في إطار تحرري هو من نسج الخيال.

وفي المداخلة الثالثة التي جاءت بعنوان: "بين الحرب والسلام: تأملات في مصير الثورة في مشروع حقوق الإنسان"، فرأت عضو الهيئة الأكاديمية في قسم البلاغة في جامعة بيركلي في كاليفورنيا د. سامرة اسمير أن الوثائق القانونية الدولية قامت بتهميش مفهوم وممارسة الثورة و التمرد، وقالت أن  هناك توتر بين الحقوق الفردية والجماعية، والطوباوية والمسيسة، بين الحد الأدنى والأعلى للحقوق، حيث انها تحمي بعض الأعمال وتحبط الأخرى.

 أما المداخلة الأخيرة في هذه الجلسة فكانت بعنوان: " من هم الأعداء ومن هم الحلفاء في المعركة لحماية حقوق الإنسان؟"، بين من خلالها  أستاذ الفلسفة في جامعة القدس -. سعيد زيداني مبررات عداء حقوق الإنسان من منبعيها الفكري والتطبيقي، ومبررات المؤيدين له، ووصفهم أنهم ليبراليين يطالبون بالمساواة في الحقوق، وهذا متأصل في الماكينة الفكرية التي أسست وطورت حقوق الإنسان.

يُشار إلى أن مؤتمر مواطن سيستمر ليوم غد السبت 6 تشرين الأول، لاستكمال فعالياته وطرح قضايا ذات العلاقة بالاعلان العالمي لحقوق الإنسان.