ندوة لدائرة العلوم السياسية حول مفاوضات الأسرى في حالات الإضراب عن الطعام

قال رئيس نادي الأسير قدورة فارس أن فلسفة إضراب الأسرى عن الطعام قائمة على تعريض النفس للخطر الشديد بهدف الضغط على دولة الاحتلال للاستجابة لبعض المطالب.

جاء ذلك خلال ندوة ألقاها في الجامعة يوم الخميس 25 أيار 2017 بعنوان "مفاوضات الأسرى في حالات الإضراب عن الطعام" وذلك ضمن مساق فن المفاوضات وحل النزاعات التابع لدائرة العلوم السياسية.

وأوضح فارس أن التنظيمات والفصائل داخل السجون تُنظم انتخابات داخلية بشكل دوري من أجل اختيار لجان الهيئة الوطنية التي تشرف على تنظيم علاقة الأسرى بإدارة السجون والحفاظ على حقوقهم وتحقيق مطالبهم، وبيّن بأن اللجنة تلجأ للإضراب عن الطعام بحالة عدم استجابة إدارة السجون لمطالب الأسرى، مشيرا إلى أن الإضراب يبدأ بالعادة بعد نقاش طويل بين الفصائل يتم خلاله تحديد قائمة من المطالب الأساسية والثانوية، وكشف أن تصنيف المطالب لا يتم نظرا لعددها وإنما لقيمتها وأهميتها.

وأكد أن الإضرابات مكنت الأسرى خلال السنوات الماضية من نيل عدد كبير من المطالب والحقوق، حيث بدأت الإضرابات بمطالب بسيطة جدا مثل إضراب عام 1976 الذي استمر حوالي 45 يوما وكان هدفه توفير سرير للنوم لكل أسير، قبل أن تتوسع رقعة المطالب لتشمل إدخال المذياع والتلفاز وغيرها، ويمثل ذلك دليلا واضحا على نجاح سياسة الإضرابات وقدرتها على نزع الحقوق وتحسين ظروف السجون.

وأضاف فارس أن إضراب عام 1992 كان من أنجح الإضرابات التي تمكنت من الاقتراب لحد كبير من تحقيق الحد الأقصى لجميع المطالب، وشَهِد مشاركة بعض وزراء دولة الاحتلال بعملية التفاوض خاصة وأن عدد الأسرى المضربين عن الطعام وصل إلى ما يقارب 11 ألف أسير ما بين إضراب جزئي وكلي، وأوضح أنه شارك شخصيا في عملية التفاوض عندما كان أسيرا بذلك الوقت.

وبيّن بأن الإضراب الحالي يُشكل أحد أصعب الإضرابات على الإطلاق، وذلك بسبب الإجراءات المشددة والقاسية التي اتبعها الاحتلال مع الأسرى منذ اليوم الأول والمتمثلة بحملات التفتيش المتكررة والنقل المستمر والاعتماد على الأفكار الفاشية لكسر الإضراب بالقوة.