"مؤتمر الشباب الثاني" ينعقد في جامعة بيرزيت بمشاركة شعبية وسياسية مختلفة

عقد مركز دراسات التنمية في جامعة بيرزيت بالتعاون مع ائتلاف "الحق في الأرض"، السبت 6 تشرين الأول 2018، "مؤتمر الشباب الثاني" بمشاركة فعاليات شعبية وقوى سياسية مختلفة من الضفة الغربية، وشباب من قطاع غزة وفلسطين 1948.

وقال نائب رئيس جامعة بيرزيت للشؤون المجتمعية د. عاصم خليل في افتتاح المؤتمر إن الجامعة كصرح وطني وأكاديمي دأبت على إتاحة المساحات وبناء الشراكات مع المجتمع المحلي وقواعده المختلفة، معبرة في ذلك عن رسالة الجامعة في سعيها لبناء مجتمع متين متقدم واعٍ على أسس التحرر الوطني والعدالة الاجتماعية. وأضاف أن إتاحة تلك المساحات والشراكات يؤسس لفهم معرفي أعمق حول أشكال الشرذمة والتفتيت التي تفرضها الحالة الاستعمارية وما يرافقها من عمليات وبرامج هندسية اجتماعية لإعادة انتاج بيئتها.

وبين خليل أن تنظيم هذا التجمع الشبابي من خلال الشراكة مع "ائتلاف الحق في الأرض" يأتي كجزء من جهود الجامعة، عبر نشاطات مركز دراسات التنمية، نحو فهم معمق للحركات والأدوار الشبابية باتجاه محاولة الخروج بآليات التصدي للواقع المشرذم، عبر بناء وعي راسخ في أوساط الشباب الفلسطيني.

بدورها أوضحت مديرة مركز دراسات التنمية د. ليندا طبر أن عقد هذا المؤتمر جاء كنتيجة لشراكة استراتيجية بين المركز و"ائتلاف الحق في الأرض"، لافتة إلى أن هذه العلاقة جزء من شراكات استراتيجية يتم العمل على بنائها في الأراضي المحتلة عام 1948 والضفة الغربية وقطاع غزة والشتات من خلال البرامج مع الشباب التي تهدف لكسر الشرذمة التي فرضها الاحتلال والتأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني وبناء شبكة بين الشباب.

وتابعت "هدفنا هو تغيير المفاهيم التنموية وإعادة صياغتها في السياق الاستعماري سعياً نحو تعزيز صمودنا وارتباطنا بالأرض وصولا نحو التحرر الوطني، ومن خلال العلاقة مع الائتلاف لا يتم فقط تقديم رؤية نقدية حول التنمية بل يتم أيضا طرح وتعزيز نماذج بديلة مبنية على العلاقة والتواصل مع المؤسسات والحركات القاعدية". وأشارت إلى أن العمل مع الشباب يتمثل في ثلاثة مسارات وهي: أبحاث تقدم رؤية نقدية حول التنمية ما بعد اتفاق أوسلو، وتشجيع سياسات تنموية بديلة، وتعزيز التنمية المجتمعية التي تركز على الفئات المهمشة.

أما حنين سلامة التي تحدثت باسم منتدى شباب فلسطين فأكدت على أن الشباب الفلسطيني على مر الأجيال أثبت على قدرته الفائقة على العطاء والتضحية والانتماء لقضيته الوطنية العادلة وكانت المراحل التي مرت بها القضية الوطنية خير شاهد على بطولة الشباب لأنها ضربت في الصميم حسابات المحتل لأن هذا الجيل المنتمي بإمكانه أن يصنع الثورات لا سيما وأن الشباب دون سن 35 عاما يشكلون 76% من الشعب الفلسطيني".

وأردفت: "في ظل الترهل الواقع على المستوى السياسي والاجتماعي تشكل المنتدى الشبابي إيمانا منه بتوحيد استراتيجية شبابية وطنية وذلك بسبب تغلغل الانقسام الداخلي وما أحدثه من فجوة سياسية واجتماعية انعكست على وضع الشباب".

ومن جانبه قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير منسق القوى والوطنية والإسلامية د. واصل أبو يوسف إن معركة الشباب ليس فقط على صعيد التنمية الاجتماعية أو الاقتصادية بل إن الهم الوطني هو أولوية الشباب، وشدد على أهمية دور المنتدى في التواصل مع كافة أبناء الشعب الفلسطيني كوحدة واحدة.

وأضاف أن الوضع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني يتطلب تضافر كافة الجهود للنجاح في عملية التغيير على كافة المستويات، متمنيا النجاح للمنتدى ولمبادئه الرئيسية التي تنص على عدم التمييز على صعيد الجنس أو الفصيل.

فيما تطرق صلاح الخواجا من الحملة الشعبية لمقاومة الجدار إلى واقع الشباب الفلسطيني وإلى أهمية دور هذه الفئة من المجتمع الفلسطيني في إحداث تغيير في الحالة الفلسطينية، مستغرباً عدم إشراك الشباب دون سن ال 35 والذين يشكلون 76% من الفلسطينيين في مراكز ومناصب تمكنهم من المشاركة في اتخاذ القرار.

وطالب الخواجا القائمين على المؤتمر بالاستمرارية والاعتماد على الذات والتنوع وذلك حتى يتمكنوا من النجاح في إحداث التغيير.

واشتمل المؤتمر على جلستين، كانت الأولى بعنوان "الشباب والحركات الاجتماعية" وتحدث فيها غسان الزعانين حول وجهات نظر الشباب من مسيرة العودة الكبرى، ومحمد قعدان عن وجهات نظر الشباب من حركة حيفا، ونضال عازر حول رؤية الشباب من كسر البوابات في القدس، ومعن عطاونة رؤية الشباب من حراك ارفعوا العقوبات. أما الجلسة الثانية والتي انعقدت بعنوان "حوار شبابي" وناقشت إقرار اللائحة التنظيمية والوثائق والبرامج والتوجهات العامة.