مركز تطوير الإعلام ينظم مؤتمر إطلاق المنتدى الأول لصحافة الحلول في فلسطين

أوصى مشاركون في مؤتمر إطلاق المنتدى الأول لصحافة الحلول في فلسطين: "التغطية الإخبارية بمنهج صحافة الحلول"، الذي نظمه مركز تطوير الإعلام- جامعة بيرزيت، بأن ينتج الصحافيون تقارير إخبارية تتجاوب مع القضايا الاجتماعية وتبحث في حلولها، دون تناسي المشاكل الموجودة.

وأوضح المتحدثون في المؤتمر أن القصص الصحافية بمنهج الحلول تكون مثبتة بأدلة موثوقة، توضح كيف ولماذا تعمل أو لا تعمل هذه الحلول، وأن الهدف من هذا النهج الصحافي هو تقديم آراء أكثر صدقاً وأكثر اكتمالاً لهذه القضايا، ما يساعد على خلق المزيد من المواطنة الفعالة.

وفي كلمة جامعة بيرزيت، قال نائب رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية د. عاصم خليل إن هذا المؤتمر يأتي ليطرق مفهوماً جديداً في الإعلام، هو صحافة الحلول، وهو نهج يتجاوب مع القضايا الاجتماعية، ليس عبر إثارتها ومعالجتها فقط، بل وعبر البحث في حلولها.

وأضاف خليل: "نحن نتوسم الخير في أن تكون مخرجات هذا المؤتمر بحجم التحديات التي تواجه الإعلام، باعتباره سلطة رابعة، لا بد من العمل على إعادة ثقة المجتمع به، بإخراج الإعلام من منطقة الرصد والنقل المجرد والمحايد، إلى منطقة يكون فيها فاعلاً ومؤثرًا وجديرًا بالاحترام".

من جهتها، قالت كلويه لافالو في كلمة القنصلية الفرنسية، إن القنصلية الفرنسية متحمسة للسير في هذا المشروع الذي نفذه قسم الإعلام فيها، وأملت أن يكون هذا المؤتمر فاتحة للعديد من المشاريع التي ينفذها الفلسطينيون والفرنسيون للتأثير في المجتمع.

وقال مدير المشاريع في الوكالة الفرنسية لتطوير الإعلام (CFI) فلورانت سينيفريديه إن الهدف هو التركيز على الشباب والإعلام الرقمي وإشراك المجتمع في صناعة الحلول، وقد أجرينا دراسة تقييمية لحال الإعلام ووجدنا أن من المهم دعم هذا المشروع غير التقليدي، وإنشاء أنماط إعلامية جديدة مؤثرة.

وأضاف أننا نؤمن أن هذا النهج الجديد سيكون مفيدًا للمجتمع الفلسطيني، عبر بحث ونقاش ومحاولة وضع الحلول لكل المشاكل التي تواجه المجتمع، فالعمل في مجال صحافة الحلول طريقة جيدة للتواصل مع الشباب ووسيلة لكسب ثقة الجمهور. وإن الهدف من مؤتمر صحافة الحلول ليس وضع إجابات، بل العمل والتفكير معاً لتحسين جودة المعلومات وضمان تنوعها.

ثم أعلنت مسيرة أعمال المؤتمر ضحى أبو حجلة انطلاق جلساته الأربع. ففي الجلسة الأولى التي حملت عنوان "ما هي صحافة الحلول وما هو الأثر الذي يمكن أن تحدثه"، قالت مديرة مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت نبال ثوابتة، إن المركز يعول على هذه الشراكة لتطوير نهج جديد في الإعلام هو "صحافة الحلول" لإحداث الأثر الإيجابي في المجتمع الفلسطيني.

وأضافت أن الإعلام يثير المشاكل بصخب، لكنه يعرض الحلول بهمس. والهدف هو الإضاءة على التجربة لتعزيزها، ليصبح الهدف هو التغيير بشكل أساسي.

وقالت الإعلامية في مؤسسة سبارك نيوز الإعلامية أودغي جاكيه، إن عملهم جزء من صحافة التأثير، وإن هناك ملايين القصص حول العالم التي يجد بعض الإعلاميين سبلاً لإيجاد حلول لها، وهي قصص تمثل مشاكل قد تتشابه في غير مجتمع، والحلول قد تكون مفيدة لإسقاطها في بيئة أخرى.

وأضافت أنهم يعملون على نشر هذه القصص للوصول إلى أكبر عدد من الجمهور، إذ وصلوا إلى أكثر من 150 مليون قارئ، لإحداث الأثر الممكن، كما تمت ترجمة هذه القصص إلى عدة لغات من قبل الشركاء، بما يلائم مجتمعاتهم وجمهورهم. وهي قصص في البيئة والعدالة والفقر، وغيرها.

وأوضحت الإعلامية الفرنسية سالومي باغونت أن صحافة الحلول وسيلة جديدة للحديث في عدة مواضيع كانت تبدو مكررة، وهي باب جديد للتعاطي مع عدد من القصص التي يمكن تجاوز طرحها المجرد، إلى التفكير في إيجاد حلول لها.

أما الجلسة الثانية، فقد حملت عنوان: "كيف يمكن لصحافة الحلول أن تساعد وسائل الإعلام على إعادة تواصلها مع جمهورها وجذب جمهور جديد"، وتحدثت فيها السفيرة الأوروبية لشبكة حلول الصحافة في فرنسا نينا فاسيو، ومنسق وحدة الأبحاث والسياسات في مركز تطوير الإعلام صالح مشارقة.

وحملت الجلسة الثالثة عنوان: "كيف نبني قصصًا صحافية موجهة نحو الحلول في فلسطين"، وتحدثت فيها السفيرة الأوروبية فاسيو، ومراسلة إذاعة مونتي كارلو الدولية في فلسطين وتلفزيون دبي شروق الأسعد، ومن منتدى شارك الشبابي سحر عثمان.

وطرح المؤتمر قضية محورية بعنوان "شرح توجه صحافة الحلول في الإعلام الإقليمي والمحلي"، وتحدثت فيها الصحافية ومقدمة البرامج وصانعة الأفلام رولا سلامة، ومدير إذاعة 24 أف أم ومقدم برنامج صوت البلد إيهاب الجريري.

وحملت الجلسة الرابعة عنوان "صحافة الحلول: التوجه الصحيح للإعلام المحلي والإعلام المتصل بالإنترنت"، وتحدثت فيها السفيرة الأوروبية فاسيو، والإعلامية الأسعد، ومن موقع دوز الإخباري جلاء أبو عرب.

وتخللت جلسات المؤتمر نقاشات ومداخلات أثرت مصطلح "صحافة الحلول". وقد اختتمت أعماله بالحديث عن تدريبات مقترحة للصحافيين الفلسطينيين في مشروع صحافة الحل، وهي مساق تدريبي لأسبوع في جامعة بيرزيت، ودعم للمؤسسات الإعلامية لإدماج صحافة الحلول في سياساتهم الإعلامية، وإرشاد إلى كتيبات متوفرة على الإنترنت حول صحافة الحلول، ودعوة الصحافيين الشباب لتطوير قصص ومواضيع متعمقة باستخدام صحافة البيانات.