مركز مختبرات الفحوص... سعي دائم للتميز وتطوير القدرات

"يلعب مركز مختبرات الفحوص في جامعة بيرزيت دورًا مهمًّا في خدمة مجتمع جامعة بيرزيت والمجتمع الفلسطيني، ويعمل كخط دفاع عن المستهلك الفلسطيني". هذا ما قاله مدير مركز مختبرات الفحوص في جامعة بيرزيت بلال عموص حول عمل المركز، الذي حصل مؤخرًا على مشروع امتلك فيه أجهزة تحليل جديدة تزيد من كفاءة العمل وتطوره.

فقد حصل المختبر على أربعة أجهزة تحليل رئيسية جديدة بالإضافة لأدوات مساعدة ومواد مرجعية، شكلت تطويرًا للبنية التحتية للمركز وقدراته التحليلية، بما يتماشى مع المتطلبات العالمية الحديثة واحتياجات البحث والتدريس، فأصبحت الفحوص أعلى دقة وأقل كلفة.

وقال عموص إنّه بدأ العمل بالأجهزة وأظهرت فعالية عالية، مشيرًا إلى أنّ المشروع سيعزز قدرات المركز ويوسع مجال الخدمات المقدمة للمجتمع، ويحسن أداءها، كما سيساعد القطاع الصناعي والزراعي والصحي والبيئي والخدماتي، وسيساهم في تعزيز عمل مؤسسات الرقابة الفلسطينية، مضيفًا أنّ الأجهزة الجديدة سوف تحسن قدرة الفحص، فستكون هناك قدرة على رؤية الملوثات حتى لو كانت نسبتها قليلة.

وعن أثر المشروع، قال عموص إنّه سيشجع البحث العلمي من خلال توفير متطلباته الفنية، وفتح آفاق جديدة للبحث، كما سيساعد في تحقيق السلامة الغذائية المجتمعية، والنهوض بالاقتصاد المحلي من خلال فحص المنتجات وضبط جودتها.

وأوضح أنّ المشروع ينقسم إلى مرحلتين: الأولى وقد أنجزت، وتم خلالها تطوير عمل المختبر وتعزيز قدراته، مع انتظار وصول أجهزة أخرى لا تزال محتجزة لدى الاحتلال. أما المرحلة الثانية، فستكون لفتح مجالات فحص أخرى مثل التلوث الهوائي.

ويتكون المركز من أربع وحدات رئيسية، هي: وحدة سلامة الأغذية، ووحدة المياه والبيئة، ووحدة سلامة الأدوية، ووحدة فحص مشتقات البترول والزيوت المعدنية، وهي الوحيدة الموجودة في فلسطين.

وحول عمل المختبر، قال عموص إنّ وحدات المركز تعمل في ثلاثة محاور، وهي: رقابة الجودة، إذ يسعى من خلالها إلى حماية المستهلك الفلسطيني ودعم الاقتصاد الوطني، كما توجد تحاليل بيئية من أجل الحفاظ على الصحة والبيئة. أما المحور الثاني، فهو انخراط البرنامج في العديد من برامج التوعية المجتمعية والمشاريع التنموية البيئية والصحية والزراعية، ويقدم تدريبات في هذا المجال. فيما يتركز عمل المحور الثالث في مساعدة الطلبة والباحثين في القيام بالأبحاث والدراسات، وتدريبهم على استخدام الأجهزة والمعدات المتوفرة.

وبين أنّ المركز معتمد من قبل العديد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، كالهيئة العامة للبترول، ووزارة الاقتصاد الوطني، ومؤسسة المواصفات والمقاييس، ووزارة الصحة، ومؤسسات دولية أخرى مثل الأونروا، وبرنامج الغذاء العالمي، بالإضافة إلى التجار والمزارعين الذين يقصدون المركز للحصول على شهادة الجودة لمنتجاتهم.

ونفذ المركز مشاريع عدة، من أهمها مشروع التعليم البيئي لمدرسي المدارس الحكومية وغير الحكومية ومدرسي الأونروا. وعمل المركز دراسات كثيرة كانت أبرزها دراسة عن الألوان في حلويات الأطفال، وعن الزئبق في الغذاء ومستحضرات التجميل، كما عمل المركز على تطوير الصناعات الوطنية من خلال عمل دراسات عليها للمساهمة في تطوير جودتها.

وأضاف عموص أنّ المركز اكتشف وجود كحول صناعية من نوع سام في بعض الأدوية التي تم استيرادها على الرغم من أنها فحصت مرتين خارج المركز، واكتشف أيضًا حقن جذوع أشجار الزيتون بمبيد عشبي من قبل المستوطنين في منطقة سلفيت، مشيرًا إلى أن المركز ساهم من خلال نتائج الفحوصات التي نفذها في سحب منتجات عدة من السوق الفلسطينية.

وأكد عموص أنّ مركز مختبرات الفحوص هو المختبر الأكثر تنوعًا في فلسطين، ويشارك المركز في برنامج Proficiency Testing Pro- gram، وهو برنامج يشمل أكثر من 500 مختبر حول العالم، يقوم بإرسال عينات لكل مختبر ويقوم بفحصها، وكانت جميع نتائج المركز ما بين ممتازة وجيدة جدًّا، وضمن أفضل المختبرات العالمية.

يذكر أن المركز تأسس عام 1982، كمركز للدراسات والأبحاث البيئية والصحية، ومركز لمراقبة الجودة متخصص في مجال المصادر الطبيعية وسلامة الأدوية، إضافة إلى أنه كان المختبر الفلسطيني الأول الذي حصل على شهادة الاعتماد الخاصة بالمختبرات عام 1998. كما أن للمختبر فرعًا في غزة افتتح عام 1994.