مركز دراسات التنمية يختتم مؤتمر " تأصيل التنمية في السياق الفلسطيني "

اختتم مركز دراسات التنمية في جامعة بيرزيت مؤتمر " تأصيل التنمية في السياق الفلسطيني " بالشراكة مع عدد من المؤسسات الفلسطينية في الوطن والشتات وجامعة فينا في النمسا. حيث عقد المؤتمر في مؤسسة ابداع الدهيشة في بيت لحم يوم السبت 26/1/2019 . وقدمت فيه مداخلات تنموية من عدد من الباحثين والباحثات وخبراء وخبيرات في الميدان، بجانب العديد من المؤسسات القاعدية والمجتمعية، الذين استعرضوا واقع التنمية في السياق الفلسطيني. وقد عقدت جلسات المؤتمر عبر الفيديو كونفرنس لتجمع عدة مناطق شاركت فيه من خلال مداخلات بحثية من فينا وبيروت وغزة والزرقاء.

وفي كلمة افتتاحية حول حيثيات المؤتمر تحدث أيمن عبد المجيد من مركز دراسات التنمية، بأن انعقاد المؤتمر يأتي تتويجا لجهود جماعية على مدى ثلاث سنوات من العمل، والتي سعى مشروع تأصيل التنمية في السياق الفلسطيني، الى تحفيز النقاش حول مفاهيم التنمية في الحالة الفلسطيني، من خلال تقديم قراءات نقدية وبديلة للتنمية ما بعد أوسلو، ومما يميز هذا الجدل ان مجموعة من الشباب والشابات من الضفة الغربية وقطاع غزة والمخيمات الفلسطينية في الأردن ولبنان قادوا لهذا الجدل والحوار.

فيما رحب الاستاذ صالح ابو لبن رئيس مجلس ادارة مؤسسة ابداع -الدهيشة بانعقاد المؤتمر في مؤسسته معتبرا ان بناء التنمية والاقتصاد الوطني المستقل يقود للتحرر والاستقلال الفعلي للشعب الفلسطيني.

وقدمت د. ليندا طبر، مديرة مركز دراسات التنمية في جامعة بيرزيت، تلخيصا لاهداف ومخرجات المشروع كتقديم قراءة نقدية تستطيع أن تجذر التنمية في السياق الفلسطيني لكون القضية اليوم بعد ربع قرن من أوسلو، بحاجة ماسة لاعادة تأسيس هذه العلاقة بين واقع الاستعمار والتنمية.

وخلق وإنتاج المعرفة التي تخدم الممارسات الثورية لبناء الوعي الجماعي، ودمج هذه المعرفة بالفعل لتفكيك الاستعمار. تسليط الضوء على دور الشباب وتحرير المرأة .

من جامعة فينا اعتبر دكتور هيلموتكريجر ان إقامة هذا المؤتمر في مخيم الدهيشة للاجئين يشكل رسالة واضحة عن الدور المركزي الذي تلعبه مخيمات اللاجئين في القضية الفلسطينية بموقعيها الأكاديمي والسياسي، متجاوزة بهذا الحدود والأبعاد التي أقامتها اتفاقية أوسلو. وأضاف بأن هذه المبادرة والجهود يتيحان الفرصة للمرأة الفلسطينية والشباب بأن ينضمان للمسيرة النضالية من جديد.

من جهته قدم علي أبو زيد كلمة جامعة الأزهر في غزة مؤكدا على أهمية المشروع لإتاحته الفرصة للشباب الفلسطيني، للمشاركة بمسيرة تأصيل التنمية في السياق الفلسطيني. مضيفا أن المشروع لعب دورا فعالا من خلال البحوث في تحدي الحصار على غزة والاحتلال في فلسطين ككل.

كما قدم قاسم من مؤسسة مساواة في مخيم مار الياس مداخلته الافتتاحية مبديا قلقه حول وضع الفلسطيني في الشتات لعدم وجود كيان أو دولة تمثله وتدافع عن حقوقه. معتبرا ان من الاهمية بمكان اعادة توحيد النضال الفلسطيني بما ينجز الحقوق الفلسطينية.

فيما أفادت رئيسة الهيئة الإدارية للجنة التنمية المجتمعية في مخيم الزرقاء، عن أهمية تلك الشراكة والتي فتحت افاقا للحوار بين المكونات الفلسطينية المختلفة.

يذكر أن مؤتمر تأصيل التنمية في السياق الفلسطيني عقد على ثلاث جلسات قدمت فيه عددا من الابحاث والمداخلات التي ناقشت واقع التنمية في فلسطين بعد اوسلو والتبعات التي افرزتها تلك المرحلة شارك فيها عددا من الباحثين والباحثات في وضع تصور لماهية التنمية المنشودة في السياق الفلسطيني وامكانيات تحقيقها.

وركزت الجلسة الأولى حول العمل المبني مع المجتمع المحلي –خبرات وتجارب ميدانية، قدمت من قبل الشباب والشابات المنخرطين في المشروع. وقدم كل من اسلام جمال ويافا الشايب من الأردن تجربة الشباب والشابات في الأردن – من خلال الحديث عن البحث في مجتمعات الشتات (الأردن نموذجا).  وتحدثت كل من راوية موسى وفرح خطاب تجربة الشباب والشابات من لبنان-من خلال البحث في مجتمعات الشتات (لبنان نموذجا).

وقدمت كل من سمر هارون وبلال النجار تجربة الشباب والشابات من لبنان-من خلال البحث في غزة، فيما قدم كل من انس لحسة وغادة شعفوط تجربة الشباب والشابات الضفة-من خلال البحث في الضفة. وعقب على هذه الجلسة كل من الأستاذ محيسن وتوفيق شومر كمرافقين للشباب في الأردن وغزة خلال فترة المشروع.

فيما ركزت الجلسة الثانية على تجربة نشطاء من العمل الشعبي والمؤسسات المجتمعية في المناطق الفلسطينية المختلفة شارك فيها مجموعة من الممارسين والممارسات التنمويين، حيث شارك فيهاباسم التميمي، صلاح الخواجا، فاطمة بريجية، نسرين العزة، خالد الصيفي، أمجد عليان، سفيان الشنداري، سلمى رشدان. وعقب على تلك التجارب ومقاربتها أكاديميا كل من د. اباهر السقا ود. ليندا طبر.

فيما جاءت الجلسة الثالثة والأخيرة: لتشكيل رؤى من خلال التجربة والخبرات التي رافقت حياة المشروع عبر ثلاث سنوات، حيث قدم كل من أيمن عبد المجيد مداخلة باتجاه أهمية البديل بالمنهج والمفهوم في السياق الفلسطيني، فيما قدم علي عامر رؤية بديلة للتنمية من منظور ماركسي. كذلك قدم دكتور هلمتكريجر مداخلة تحت عنوان لمن يتم انتاج المعرفة، وختم الجلسة الدكتور اباهر السقا نحو مقاربة نقدية لتأصيل المعرفة الميدانية. وعقب على هذه الجلسة كل من النشطاء الميدانيينجمال جمعة، منذر عميرة، قاسم صباح.