محاضرة الكترونية حول "بحوث النزوح القسري واللجوء في ظل النزاع: حالة سوريا"

استضاف مساق مدخل إلى دراسات اللجوء والهجرة الدولية في معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية يوم السبت 26 أيلول 2020، وعبر تطبيق زووم، الباحث الاقتصادي في المركز السوري لبحوث السياسات الأستاذ ربيع ناصر. حيث تحدث عن حالة النزوح القسري واللجوء الذي تعرض له السوريون وآلية دراستها وإجراء البحوث حولها. وبعد التطرق لأبرز الجوانب المفاهيمية حول فئتي اللاجئين والنازحين السوريين، وبيان أبرز خصائص النزاع في سوريا من حيث الجذور والتفاعلات والسياقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ناقش الأستاذ ربيع موضوع المحاضرة من ثلاثة محاور رئيسية: محور منهجي ومحور تطبيقي ومحور سياساتي.

ضمن المحور المنهجي تعرض المتحدث لأبرز الإشكاليات المنهجية التي تتعلق بإجراء البحوث في سياقات النزاع بما في ذلك تلك المتعلقة بأخلاقيات البحث من جهة، وبأبرز التحديات التي يواجهها الباحثون في الميدان وكيفية التعامل معها من جهة أخرى، وعلى رأسها عامل الخوف والتمويل الخارجي وهيمنة البحث الغربي، وكذلك مشاكل النظرة الدونية للفئات النازحة واللاجئة وصعوبة الوصول للبيانات الدقيقة. كما استعرض أهم النقاط المتعلقة بتشكيل فريق البحث وآلية جمع البيانات بما يكفل سلامة الباحثين والمبحوثين على حد سواء، ويتفادى المعلومات المتحيزة والمغلوطة من خلال تنويع وتعدد الشخصيات المفتاحية المستعان بها لجمع المعلومات، وتخصيص أكثر من باحث للعمل عليها.

بينما تطرق في المحور التطبيقي إلى الدراسات التي يعدها المركز، وتعددت بين الدراسات الكمية والكيفية، أو الكيفية القابلة للتكميم، ودراسات أكاديمية وأخرى سياساتية، كما تنوعت بين الدراسات الكلية، المحلية والفردية. وبالاستعانة بنتائج بعض الدراسات، تتبع الضيف خارطة التشتت السكاني السوري زمانيا ومكانيا، داخل سوريا وخارجها كما في لبنان. واستعرض الضيف نتائج إحصائية وبيانات ديموغرافية متعددة حول مؤشرات الوفيات والخصوبة ورأس المال الاجتماعي وغيرها، إضافة إلى أمثلة عن دراسات عنيت بموضوع التحول من الإقصاء إلى التشتت، وأبرز محددات النزوح وكيف تطور التشتت إلى هدر الحق بالحياة والحماية. 

 أما في المحور الثالث والأخير، فتطرق المتحدث لمسألة البدائل والسياسات الممكنة بما فيها ضمان التشاركية مع المجتمعات المستقبلة للنازحين واللاجئين وإعادة الاعتبار للاجئين من خلال الابتعاد عن اعتبارهم مجرد قضية أمنية والبدء بالتعامل معهم كفاعلين في الجوانب المؤسساتية والاجتماعية وغيرها، إضافة إلى العمل على تحويل الدعم لهم من مجرد دعم إنساني إلى دعم تنموي. كما ناقش مسألة ضرورة العمل على إجراء دراسات للسيناريوهات المستقبلية المتعلقة بسياق الأزمة السورية ومن ضمنها سيناريو الفوضى. 

وتخلل هذه المحاور الرئيسية مداخلات واستفسارات تفاعلية من الطلبة ومدرس المساق ساهمت في إغناء النقاش حول مسائل الهوية والعلاقات الاجتماعية والدولية وغيرها من التفاصيل المنهجية والنظرية ذات العلاقة.

وتأتي هذه المحاضرة كحلقة إضافية إلى جانب الإطار النظري والمفاهيمي الذي يغطيه المساق، وذلك ضمن المساعي لتزويد الطلبة بتفاصيل حول تجارب فعلية ومباشرة من الحقل الميداني ومن سياقات متنوعة.

كما ويأتي هذا اللقاء ضمن مشروع المعرفة والحرب، وهو مشروع بحثي ممول من قبل وكالة التنمية النمساوية https://www.know-war.net/.