مبنى البرلمان المنسي، بتصورات وحِلل أخرى لطلبة الجامعة - أخبار

يتبنى المعرض الذي يقيمه د.يزيد عناني مع طلابه من دائرة الهندسة
المعمارية  في جامعة بيرزيت، قضية مبنى البرلمان الفلسطيني،
الذي كان محور أحد مشاريع الطلاب في مساق "التصميم" للفصل الماضي،
بإشراف د.عناني، صاحب الفكرة، حيث أطلق إبداعاتهم في مشروع "إعادة تصور
البرلمان الفلسطيني"، وقام الطلاب بتصميم مشاريع تعتمد على مجسم المبنى
الموجود، وتبتكر منه مجسما آخر، في محاولة منهم لإبراز مشاكل المبنى الحالي،
وإيجاد حلول لها.

تقوم المشاريع على أسس نقدية، إذ أن المجسمات المعروضة غير واقعية ولا
يمكن تطبيقها كما هي، ولكن الهدف منها هو إظهار نقد من وجهة نظر معمارية على قضية مبنى
البرلمان الفلسطيني، فقد كان المطلوب من الطلاب هو عمل معماري نقدي من خلال الخروج
بأفكار مشاريع تخلق جدلا وتفتح مجالا للتفكير والنقاش والبحث عن سبل معيارية أفضل،
بحيث يكون هناك علاقة بين التخطيط المعماري للمبنى والطبيعة الوظيفية له.

خلال العمل على المشاريع، تم التعامل مع مبنى البرلمان الفلسطيني على أنه
انعكاس للحالة الفلسطينية من عدة نواحي، فهو مبنى لم يكتمل، وذلك يعكس حالة القضية
الفلسطينية العالقة بشكل عام، وحال اتفاقيات السلام التي لم تطبق والحل الذي لم
يكتمل، ومن ناحية أخرى فهو يقع في أراضي أبو ديس، والتي تقع ضمن المنطقة ب أي
إشراف السلطة الفلسطينية إداريا مع إشراف إسرائيلي أمنيا، وهو كحياتنا الفلسطينية
التي تظهر نفسها وأنها خاضعة للسلطة  الوطنية
الفلسطينية ولكنها في الواقع خاضعة ومرتبطة بكل تفاصيلها بحكومة الاحتلال
الاسرائيلي .

 

يقوم المعرض على ثلاثة مشاريع، كانت أفكارها كالتالي:

المشروع الأول – المجموعة الأولى، اهتمت المجموعة الأولى بالتركيز على
موضوع الشفافية التي يجب أن يتحلى بها المجلس التشريعي، ارتباطا مع وظيفته، وهو ما
كان غائبا في التصميم الحالي، حيث يظهر المبنى منغلق على نفسه كأنه صمم لهدف
دفاعي، مما ارتأى للمصممون أنه لا ينسجم مع وظيفته. من هنا كانت فكرة مشروعهم هي
تقسيم مجسم مبنى البرلمان الحالي، وعكس جدرانه للخارج بشكل كامل، بحيث يصبح المبنى
كله معكوسا، وبالتالي مفتوحا للناس بكل تفاصيله، وهو ليس معكوسا من ناحية شكله
فقط، بل من ناحية وظيفته أيضا، حيث ستصبح جلسات النقاش مفتوحة لكافة أبناء الشعب. وهذا
التصميم حسب رأيهم يخدم فكرته على نحو أفضل.

المشروع الثاني – المجموعة الثانية، نحت منحى المشكلة، واهتمت بالناحية
الاقتصادية للموضوع، إذ أن المنطقة التي يقع فيها البرلمان هي بؤرة لاستهلاك
البضائع الاسرائيلية، وكما يرى مصممو المجموعة فإن السلام السياسي أصبح مرتبطا بالسلام
الاقتصادي نظرا لارتباط الاقتصاد الفلسطيني بالاسرائيلي وعدم إمكانية الفصل
بينهما، وأن أي مشروع سلام يجب أن يدرس الناحية الاقتصادية بشكل معمق، فكانت فكرة
مشروعهم هي ملء مبنى البرلمان الخارجي بملصقات ودعايات وإعلانات تجارية، وذلك لعكس
الحياة السياسية السابق ذكرها والتي صارت تتسم بتقديم المصالح الخاصة على مصالح
الشعب العامة.

المشروع الثالث – المجموعة الثالثة، وهي ابتكار حل للمشكلة ومن ناحية
سياسية، إذ أن البرلمان من المفترض به أن يمثل كافة أبناء الشعب الفلسطيني،
انطلاقا من ذلك رأى مصممو هذا المشروع أن وجود برلمان في بلدة أبو ديس غير كافي
وذلك لأن الفلسطينيين موزعين ومشتتين في كل دول العالم، لذا كانت فكرة المشروع أن
يتم تقسيم مجسم البرلمان الحالي إلى مكعبات صغيرة، وإرسال مكعب إلى كل دولة تضم
فلسطينيين، فقسم  مجسم البرلمان إلى 194
مكعب، مع الإبقاء على مكان البرلمان الحالي فارغا، وذلك اعتراضا على موقع البرلمان
إذ ارتأى المصممون أنه يجب أن يكون في القدس لا في أي مكان آخر. وفيمكان البرلمان
الفارغ توضع لافتة مكتوب عليها (فلسطين 1994).

في هذا المعرض يقدم المصممون الطلاب مشاريعهم هذه إلى الناس لأول مرة، على
أمل خلق جدل داخل المجتمع ككل، وطرح تساؤلات تغيبت لسنين.