العنب محور رئيسي لأبحاث د. جميل حرب 

يركز الأستاذ في دائرة الأحياء والكيمياء الحيوية د. جميل حرب في أبحاثه على زراعة العنب، حيث يقوم بدراستين: الأولى حول فعالية أوراق العنب في كبح نمو الخلايا السرطانية (سرطان الرئة)، والثانية حول الطرز الوراثية للعنب في 12 صنفًا.

بدأ في البحث الأول عام 2014، بالتعاون مع معهد ماكس بلانك لفسيولوجيا النباتات الجزيئية (بوتسدام– ألمانيا)، وهدف البحث لكشف تركيب المواد الكيميائية الطبيعية لأوراق العنب. ولهذه الغاية، استعملت أجهزة متقدمة للتحليل الكيميائي الكمي (مثل LC-MS وGC-MS.)، وبالإضافة لذلك، أجريت دراسة تكشف الجينات المسؤولة عن التصنيع الحيوي للمواد الطبيعية الفعالة باستعمال تقنية متقدمة (مثل qPCR). وأثبتت النتائج أن الجفاف (في منطقة الظاهرية) أدى الى تغيرات كبيرة وبفروقات ملموسة في التركيب الكيميائي للمواد الأولية (Primary Metabolites)، بينما كانت الفروقات في المواد الكيميائية الثانوية (Secondary Metabolites) نوعية، أي أن تأثير الوراثة (الجينات المسؤولة عن التصنيع الحيوي للمواد الثانية) حاسم، وأن تأثير البيئة (الجفاف بالتحديد) قليل.

واستنادًا إلى الأبحاث السابقة التي أثبتت أن التأثير الصحي الإيجابي للأغذية النباتية الطازجة يتعلق أساسًا بمدى احتوائها على المواد الكيميائية الثانوية وكذلك على تنوع هذه المواد؛ أثبتت التحاليل أن أوراق العنب تحوي مجموعة كبيرة من المواد الطبيعية ذات الفعالية الشديدة، وبالتحديد من مجموعة الفلافونات (flavonols). ومن جهة أخرى، أثبتت الفحوص أن التباين النوعي بين الطرز الجينية للعنب فيما يخص المواد الكيميائية الثانوية الطبيعية ناتج أساسًا عن تكشف جيني متباين ونوعي لمجموعة من المورثات (الجينات) الخاصة بإنزيمات محددة تلعب دورًا أساسيًّا في تصنيع هذه المواد، وبالتحديد الفلافونات.

أما البحث الثاني، فقد بدأ قبل عشر سنوات بدراسة أولية لتصنيف أصناف العنب المحلية بطرق حديثة وباستخدام المعايير الشكلية وتقانات الأحياء الجزيئية، حيث صنفت مجموعة من الطرز الوراثية بصورة دقيقة، وبعد ذلك، تم تقييم نوعية الثمار لمجموعة من هذه الطرز لكشف أفضل الأصناف للتسويق. والمرحلة الأخيرة لهذا المسار تضمنت تقييمًا نوعيًّا وكميًّا لأوراق صنفين من العنب، وهما الشامي والبيتوني، اللذان تم جمعهما من منطقتين متباينتين (بيت أمر، وهي المنطقة المعتدلة المناخ، والظاهرية، وهي المنطقة الجافة). وتم تقييم تأثير أوراق هذين الصنفين ومن كلتا المنطقتين لكبح نمو خلايا سرطانية (سرطان الرئة)، بالإضافة لتأثيرها ضد مجموعة من الأنواع البكتيرية الممرضة.

في هذه الدراسة، ثبت أن أوراق العنب من الصنف "الشامي" من منطقة بيت أمر، خفضت بصورة ملموسة من نمو الخلايا السرطانية مقارنة بأوراق العنب من الصنف "البيتوني". كما أثبتت الدراسة أن تأثير الجفاف (منطقة الظاهرية) كان سلبيًّا فيما يخص كبح نمو الخلايا السرطانية.

وبناء على هذه النتائج، بدأ عام 2015 مشروع بحثي جديد لدراسة مجموعة أوسع من الطرز الوراثية للعنب (12 صنفًا)، والعمل جارٍ حاليًّا -بالتعاون مع جامعة ميونيخ- لكشف التباين في النشاط الجيني لمجموعة من المورثات، وتشير النتائج الأولية إلى أن مجموعة من الطرز الوراثية للعنب تحوي جينات خاصة بها تجعلها أكثر مقاومة للأمراض الفطرية، وربما أيضًا تؤثر على المحتوى الكيميائي لها، حيث يبدو أن هناك علاقة بين مقاومة الأمراض الفطرية والمواد الكيميائية الثانوية. ومن المتوقع الانتهاء من البحث الموسع خلال عام.

بدأ البحث الثاني بدعم من لجنة البحث العلمي في جامعة بيرزيت، ودعمت الجامعة كذلك الطالبة (في حينه) أماني عبد للمشاركة في البحث. وتم استكمال البحث بدعم من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي (عبر منحة تفرغ علمي من خلال برنامج جوائز التميز)، وكذلك بتوفير كامل الإمكانات البحثية في جامعتي ميونيخ (LMU) و(TUM)، ومعهد ماكس بلانك.