الفيلسوف يوسف صديق: النواة الأولى للحرية تكمن بممارسة الشعب الفلسطيني لفعل الوجود وعدم مساومته عليه

     قال الفيلسوف والمفكر التونسي يوسف صديق أن النواة الأولى للحرية تكمن بممارسة الشعب الفلسطيني لفعل الوجود وعدم مساومته عليه، وذلك خلال محاضرة ألقاها في الجامعة يوم الثلاثاء 18 نيسان 2017 بعنوان " الفن والمقدس" وذلك ضمن سلسلة المحاضرات العامة التي تنظمها كلية الأداب، بحضور سفير دولة تونس لدى السلطة الفلسطينية الحبيب بن فرح وعميد كلية الأداب د. مجدي المالكي.

          وأوضح  يوسف صديق أن  الأمر الأول والأساسي في القرآن كان القراءة حيث أنها تساعد على بناء المعنى،  حيث أن القرآن يؤكد على أهمية اتباع طريق التدبر واستخدام العقل والتفكر، وليس التعبد فقط، وبيّن بأن أعداء الإسلام لا يتطرقون بتاتا لهذا الطريق، وأكد بأن أمر القرأءة الذي صدر من السماء لأذان المُبلغ لا يقتصر على الرسول وحده، وإنما يشمل جميع البشر.

     وأضاف بأن علم الأنثروبولوجيا لا يهتم لظواهر المجتمعات الإنسانية وإنما يركز على ما هو ثابت في حياة الإنسان، وأكد أن هذا العلم يحاول أن يفهم ويحلل النص القرآني بعيدا عن الفهم الخاص برجال الدين والاجتهادات التي لم تستطع أن تسبر غور القرآن، وكشف بأن الديانة الإسلامية ألغت مفهوم المَعبد، بحيث أصبحت جميع الأماكن مقدسة وصالحة لإقامة الصلوات بداخلها، على عكس الفكرة القديمة والتي تُقدس المعبد دون غيره من الأماكن.

     و ركز د. صديق على أهمية المعتقدات في حياة الشعوب، حيث تعمل على تماسك الأجيال والأفراد وتعزز من قيمهم وأخلاقهم، وأوضح بأن الإعتراف بالدين يتطلب العمل به، وأشار إلى ضرورة مراجعة جميع الأمور التي أُعتُبِرَت محرمة وممنوعة لقرون طويلة، وذلك بسبب أهميتها لعكس الصورة الصحيحة للديانة الإسلامية. وفي هذا السياق أكد يوسف صديق أن القرآن لم يحرم الفنون والموسيقى ولا يوجد آية قرآنية تشير إلى ذلك، حيث أن الفتاوي والاجتهادات التي تحرم الفنون لا ترتكن إلى أساس متين في النص القرآني، وبالتالي فإن الموسيقى والفنون مباحة ما دامت تحقق غاية سامية وهدفاً نبيلاً، حيث أن الأصل في الإسلام الإباحة وليس التحريم.

     وبعد المحاضرة فُتح باب النقاش أمام الطلبة لطرح أسئلتهم وإستفساراتهم المتعلقة بدراسة علم الأنثروبولوجيا للقرآن الكريم، ويُذكر بأن د. يوسف صديق هو مفكر وفيلسوف تونسي متخصص في تاريخ اليونان القديمة وإنثروبولوجيا القرآن، ونشر عددا من الأبحاث والدراسات المتعلقة بالحقل القرأني وتوابعه الثقافية وأهمها " هل قرأنا القرآن" و" والآخر والآخرون في القرآن" وغيرها.