"جنوب إفريقيا ونضالها من عيون فلسطينية".. حلقة نقاش في الجامعة بمناسبة الأسبوع العالمي لمقاومة الأبارتهايد

عقد مركز دراسات التنمية في جامعة بيرزيت بالشراكة مع مجموعة "الشباب الفلسطيني معا من أجل التغيير"، الثلاثاء 19 شباط 2019، حلقة نقاش بعنوان "جنوب إفريقيا ونضالها من عيون فلسطينية"، بمشاركة سفير جنوب إفريقيا في فلسطين أشرف سليمان ومنسق القوى الوطنية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. واصل أبو يوسف وعدد من الشخصيات الفلسطينية والباحثين الشباب.

وقالت مدير مركز دراسات التنمية د. ليندا طبر في افتتاح حلقة النقاش إن هذا اللقاء يأتي بمناسبة الأسبوع العالمي لمقاومة الأبارتهايد وهو يعكس الإيمان بأهمية دور الشباب التنموي والنضالي لا سيما وأن هذه الشريحة تشكل أكثر من 50% من الشعب الفلسطيني وهي الأكثر استهدافا من قبل المنظومة الاستعمارية "الابارتهايد الصهيوني".

وأكدت أن نظام الابارتهايد يحاول أن يخلق جيلاً خاضعاً غير واعٍ لحقوقه الوطنية وأن يسرق منه فرص العمل (نحو 40% من الشباب الفلسطيني عاطل عن العمل)، وأمام ذلك شددت على ضرورة تفعيل دور الشباب بما يتناسب مع حجمهم في المجتمع.

وعبرت طبر عن سعادتها لاستضافة سفير جنوب إفريقيا خاصة وأن ذلك يعيد الاعتبار للتضامن الأممي مع القضية الفلسطينية، لافتة إلى أن جنوب أفريقيا شكلت نموذجا ملهما لمقاومة الأبارتهايد والاستعمار الاستيطاني وتحديدا لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS).

بدوره قال منسق القوى الوطنية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. واصل أبو يوسف إن الحالة الفلسطينية فيها اختلافات بسيطة عن حالة جنوب أفريقيا التي تمكنت من القضاء على نظام الفصل العنصري في بدايات التسعينيات من القرن الماضي، مضيفا أن الحملة الصهيونية من قبل الدول الاستعمارية الهادفة لغزو فلسطين بدأت منذ ما قبل وعد بلفور عام 1917 بهدف تأمين مصالح الدول الاستعمارية في المنطقة ومنع وحدة المنطقة في سياق محاربة التفكيك والاستعمار والاستيلاء على مقدراتها.

وأضاف أن التجربة الرائدة في جنوب إفريقيا احتلت حيزا مهما في تفكير الفلسطينيين في نضالهم ضد الاستعمار والاباتهايد وصولا لنيل الحرية والاستقلال.

من جانبه قدم سفير جنوب أفريقيا في فلسطين أشرف سليمان نبذة عن تاريخ بلاده وتاريخ التمييز العنصري فيها، موجها رسالة للشباب الفلسطيني قال فيها "إذا أردتم التغيير فهو يأتي بأيديكم، يمكنكم الاستفادة من تجربة جنوب إفريقيا ولكن عليكم أن تقوموا بواجبكم في مقاومة الأحتلال والتمييز العنصري حتى تتمكنوا من رسم مستقبلكم".

وذكّر سليمان بالتصريح التاريخي لرئيس جنوب إفريقيا الراحل نيلسون مانديلا "إن حريتنا لن تكتمل بدون حرية الشعب الفلسطيني"، معربا عن جهوزية بلاده التي تحتضن 42 منظمة داعمة لفلسطين لمساعدة الشعب الفلسطيني للحصول على حريته واستقلاله.

فيما قدم الناشط الشبابي والعضو في مجموعة شباب من أجل التغيير ماهر جمهور مداخلة تعريفية حول المجموعة ومدخلا للنضال المشترك بين فلسطين والعالم الثالث وجنوب إفريقيا على وجه الخصوص.

واشتملت حلقة النقاش على مداخلات لكل من عضو لجنة المقاطعة الاكاديمية د. حيدر عيد واللجنة الشبابية حول الاختلافات بين تجربة جنوب إفريقيا وفلسطين وأوجه التشابه بين التجربتين، والعضو المؤسس في اللجنة الوطنية للمقاطعة (BDS) عمر البرغوثي بعنوان "من وحي تجربة أشكال وسبل النضال الفلسطيني حركة المقاطعة نموذجاً"، والناشط الشبابي والعضو في مجموعة شباب من أجل التغيير محمد قعدان حول تجليات العنصرية الصهيونية في الواقع الفلسطيني المحتل في ظل قانون القومية.