جامعة بيرزيت تستضيف رئيس المركز الدولي لبحوث التنمية

زار رئيس المركز الدولي لبحوث التنمية في كندا الدكتور دايفد مالون جامعة بيرزيت في 7 نيسان 2011 واجتمع مع القائم بأعمال رئيس الجامعة د. عدنان يحيى ، ونواب رئيس الجامعة ، وعمداء الكليات ، ومدراء المعاهد والمراكز، وعدد من المهتمين من أعضاء الهيئة التدريسية.

كما قام الدكتور مالون، الذي يتمتع بخبرة ديبلوماسية وسياسية دولية واسعة، ولديه منشورات حول قضايا السلام والأمن، بإلقاء محاضرة حول: "تطور مفاهيم التنمية" في مبنى معهد الحقوق، بحضور  أعضاء هيئة تدريسية ومدراء المعاهد والمراكز المجتمعية، ومهتمين ومختصين في قضايا التنمية والإقتصاد، متحدثا عن تجارب دول ذات أنظمة حكم مختلفة مثل الصين والهند والباكستان  وتتميز بتبني نماذج مختلفة في التنمية.

ورحب د. عدنان يحيى، بالمتحدث الضيف، محيطاً الحضور بالسيرة الذاتية للدكتور مالون، قائلا انه أصبح   رئيسا للمركز الدولي للأبحاث التنموية  في كندا في 1 تموز 2008 ، وهو أحد المؤسسات الرائدة في العالم والمتخصصة في توليد وتطبيق المعرفة الجديدة لمواجهة التحديات التي تواجه البلدان النامية . وشغل منصب المفوض السامي لكندا في الهند من عام 2006 الى منتصف 2008.، والسفير غير المقيم لدى بوتان ونيبال. وقبل ترشيحه للهند. من عام 2004 حتي 2006 ، عمل مساعد نائب وزير في وزارة الخارجية والتجارة الدولية، ليكون مسئولا  في البداية عن أفريقيا والشرق الأوسط ومن ثم عن للقضايا العالمية. "

وتمحورت محاضرته حول مكونات التنمية ، مستشهداً بالسودان والصين والهند كدراسات حالة. وقد استهل الكلام بالحديث عن الأزمات الاقتصادية والمالية الأخيرة التي أثرت على التنمية في جميع أنحاء العالم. مضيفا أن هذه الأزمة الاقتصادية والمالية نشأت في العالم الغربي وأولها في الولايات المتحدة ، ثم انتقلت إلى غيرها من الدول الغربية. وفي هذا الصدد أضاف، أن  آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية أثبتوا قدرتهم على الاستمرار في نموهم الاقتصادي. 

وتطرق الى بعض الاعتبارات الخاصة بالمجتمعات الآسيوية، كمجتمعي الصين والهند ، مشيرا إلى أن كلا الدولتين لديها أنظمة مختلفة، بوجود نظام استبدادي في الصين وديمقراطية حقيقية في الهند. واضاف ان الصين في عهد "ماو" قد عانت من الجوع ، وفي مرحلة لاحقة كانت الصين قادرة على وضع برنامج للتنمية الزراعية ، وأصبحت نموذجا للتصنيع ، مع العلم أن الإصلاح قد بدأ فيها في عام 1978.

ثم تحدث الدكتور مالون عن الهند، التي كانت تحت الانتداب البريطاني ، ولم تهتم بالزراعة ، مما أدى إلى وضع اقتصادي رهيب. في حين ركزت الحكومة على الأمن الغذائي عندما غادر البريطانيون الهند في عام 1947 ، ، وأثناء حكم أنديرا غاندي في السبعينيات، شهدت الهند الثورة الخضراء.

وأخيرا ، تناول د. مالون العديد من عوامل الحكم التي تؤثر في التنمية وأعطى أمثلة على ذلك :  قائلا "وفي هاييتي ، بعد حصولها على استقلالها من فرنسا، غرقت بالديكتاتورية مما اثر على التطوير التنموي ، هذا، وقد قارن د. مالون الأرجنتين مع  كندا قبل 110 سنوات، حيث كانت الأرجنتين أكثر ثراء من كندا إلا أن المسيرة التنموية في كندا كانت أسرع من الأرجنتين  نتيجة وجود نظام سياسي لا يساعد على التنمية في الأرجنتين.

خَلص الى القول ان هنالك العديد من نماذج الحكم السيئ ، ولكن عند التفكير في التطوير التنموي ، فهذا لا يعني التفكير في المجالات الإقتصادية فقط ، وإنما النظر في العديد من القضايا التي ترتبط في صلب العملية التنموية كالقانون ، والبحوث ، والعهلوم الإجتماعية وغير ذلك من القضايا، وجميعها حاسمة في عملية التنمية.

وتناولت المحادثات التي دارت في اجتماع بين د. مالون ونائب الرئيس للشؤون المجتمعبة د. منير قزار  ومهتمين من أعضاء الهيئة التدريسية في قضايا التنمية ومدراء المعاهد والمراكز المجتمعية  سبل تعزيز التعاون على المدى الطويل بين المركز والجامعة، والتأكيد على العلاقة القوية واستمراريتها مع مركز البحوث للتنمية الدولية في كندا لدعمه العديد من المشاريع التنموية التي تقوم بها الجامعة لتحقيق اهدافها في خدمة المجتمع الفلسطيني.

كما رد د. مالون على استفسارات قُدمت من أعضاء الهيئة التدريسيية ومدراء المعاهد حول سياسة مركز البحوث وتوجهاته التمويلية، والإستماع الى اهتمامات أعضاء الهيئة التدريسية لتمويل برامج تفيد فلسطين كالتعليم والصحة وغيرها من المشاريع التنموية.   

 و الجدير باذكر  ان مركز البحوث للتنمية الدولية - كندا هو من المؤسسات الرائدة في العالم في توليد وتطبيق ما بات يسمّى بالمعرفة الجديدة. والمركز هو مؤسسة عامة أسسها البرلمان الكندي في العام 1970 لمساعدة البلدان النامية على استخدام العلم والتكنولوجيا لإيجاد حلول عملية وطويلة الأجل للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تواجهها وذلك عبر إقامة مجتمعات بحثية وأكثر عدلاً ورخاءً. وقد بدأ المركز التعاون الوثيق مع مؤسسات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العام 1971 وافتتح مكتباً إقليمياً له في بيروت في العام 1974. وبعد اندلاع الحرب اللبنانية في العام 1975 واستفحالها انتقل مقر المكتب إلى القاهرة في العام 1976. ويشرف هذا المكتب على أنشطة للمركز في عشرة دول، من تركيا إلى المغرب. وقد دعم المركز خلال الثلاثين عام الماضية ما يزيد على 550 مشروعاً للأبحاث.

كما يذكر ايضا ان د. مالون قد شغل منصب رئيس أكاديمية السلام الدولية في نيويورك من عام 1998 حتى عام 2004 ، و وعمل في وزارة الخارجية والتجارة الدولية من 1994 حتى 1998،. خلال هذه الفترة حصل على شهادة الدكتوراه. من جامعة أكسفورد ، حيث كتب أطروحته حول  صنع القرار في مجلس الأمن الدولي. ومن 1992 حتي 1994 ، عمل سفيراً ونائب الممثل الدائم لكندا لدى الأمم المتحدة ، حيث ترأس مفاوضات لجنة الأمم المتحدة المعنية بعمليات حفظ السلام (لجنة 34) والجمعية العامة للأمم المتحدة في  مشاورات بشأن قضايا حفظ السلام. ومن 1990 حتى 1992، مثل كندا في المجلس الاقتصادي والاجتماعي لدى الأمم المتحدة. وفي وقت سابق تولى مهام خارجية إلى مصر والكويت والأردن ".

وهو خريج جامعة مونتريال ، الجامعة الأميركية في القاهرة ، وجامعتي هارفارد واكسفورد. وكان عالما ضيف في برنامج الدراسات الاقتصادية في معهد بروكينغز في واشنطن ، وعمل  أستاذ زائر في جامعة تورنتو ، وباحث ضيف في دائرة  الاقتصاد في جامعة كولومبيا ، 1988-1989.