جامعة بيرزيت تستضيف لقاء "التعليم العالي في فلسطين واقع وتحديات"

استضافت جامعة بيرزيت، الثلاثاء 2 نيسان 2019، لقاء الطاولة المستديرة الذي نظمه مجلس اتحاد نقابات أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية تحت عنوان "التعليم العالي في فلسطين واقع وتحديات".

وشارك في اللقاء رئيس جامعة بيرزيت د. عبد اللطيف أبو حجلة وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة التربية والتعليم العالي فيها د. علي أبو زهري، ووزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، ورئيس مجلس اتحاد نقابات أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية د. أمجد برهم، والرئيس التنفيذي لاتحاد الأكاديميين الكنديين البروفسور ديفيد روبنسون، إضافة إلى عدد من رؤساء الجامعات الفلسطينية وحشد من الشخصيات الأكاديمية المعروفة وممثلي الاتحاد.

وعبّر أبو حجلة في كلمته في افتتاح اللقاء عن أمله في أن يوفر قانون التعليم العالي قوانين ناظمة تحمي لكل جامعة خصوصيتها ويكون كافلا وحاميا لها، مشيرا إلى أن الصعوبة التي تواجهها الجامعات الفلسطينية في أداء دورها في ظل ما تمر به القضية الفلسطينية قد تزداد خلال الأشهر المقبلة إذا استمرت الأزمة المالية التي تعانيها السلطة، وهو ما يستدعي تضافر كافة فئات الشعب الفلسطيني لمواجهتها.

ولفت أبو حجلة إلى أن مؤسسات التعليم العالي تتعرض لحملة مستمرة وممنهجة لمحاصرتها وإقتحامها والتضيق عليها من قبل قوات الاحتلال ومنذ سنوات طويلة، ولكنه شدد في ذات الوقت على أنه ورغم ذلك "ستبقى جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية ماضية في رسالتها كمنارات علم وبناء الفكر الحر".

بدوره، شدد صيدم على أهمية تعزيز منظومة الصمود التعليمية؛ خاصةً في الفترة الحالية أمام التحديات السياسية والمالية التي تعصف بفلسطين، مؤكداً على أهمية قانون التعليم العالي الجديد الذي انبثق عنه مجموعة من الأنظمة والتي من المهم الاستفادة منها في مؤسسات التعليم العالي. وتطرق إلى الخطوات التطويرية التي تقوم بها الوزارة من أجل رفعة قطاع التعليم العالي؛ عبر تقنين التخصصات وضمان عدم تكرارها، ورفد الجامعات بالتخصصات الجديدة التي تنسجم واحتياجات سوق العمل، ودعم مسيرة البحث العلمي.

وأشار الوزير صيدم إلى التحديات التي تواجه مؤسسات التعليم العالي نتيجة  انتهاكات الاحتلال بحق المسيرة التعليمية؛ المتمثلة باقتحام الجامعات والمدارس واستهداف الطلبة والمحاضرين والمعلمين، داعياً إلى التصدي لإقامة المؤسسات التعليمية داخل المستوطنات، كونها تخالف القوانين الدولية ومنظومة حقوق الإنسان، مشدداً على رفض التطبيع مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية الإسرائيلية.

من جانبه، ركز أبو زهري على بداية نشأة الجامعات الفلسطينية في أواخر السبعينيات من القرن الماضي والتحديات أمام تثبيتها وضمان استمراريتها وما رافق ذلك من نضال الشخصيات الأكاديمية ودعم منظمة التحرير.

وأكد أبو زهري أنه ورغم أن المنظمة تمر بمنعطف خطير إلا أنها ماضية في إعادة هيكلة دوائرها لكي تمارس دورها الرئيسي في منظومة التربية والتعليم العالي في فلسطين إن في الداخل أو في الشتات.

بدوره، أوضح برهم أن اتحاد نقابات أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية يعمل منذ نشأته على الخلاص من الاحتلال والدفاع عن الأرض والمقدسات والمؤسسات بالإضافة إلى الرقي في العملية التعليمية والاهتمام فيها والعمل بشكل جاد للحفاظ على حقوق الأساتذة والموظفين، لافتاً إلى أن عمل الاتحاد لا يتركز داخل الوطن فقط بل لديه علاقات وصداقات مع كافة دول العالم. وشدد برهم على ضرورة عدم التساهل من قبل الجامعات الفلسطينية في فصل أي أكاديمي تثبت تورطه في التطبيع مع الاحتلال.

فيما أكد روبنسون على متانة العلاقة بين اتحاد الأكاديميين الكنديين واتحاد نقابات أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة المستمرة منذ عشر سنوات أسفرت عن العديد من المشاريع والمؤتمرات والندوات الناجحة. وتطرق إلى عدد من القضايا التي تواجه التعليم على مستوى العالم، مثل زيادة التحاق الطلبة دون زيادة معادلة في التمويل، وخصخصة تمويل التعليم مما يؤدي إلى زيادة الرسوم الدراسية، وانتشار العمالة غير الآمنة في القطاع التعليمي. واقترح معالجة هذه القضايا من خلال التركيز على موظفي التعليم العالي والأساتذة واعتماد توصية اليونسكو بشأن أوضاع هيئات التدريس في التعليم العالي كأداة يمكن من خلالها تأكيد الحرية الأكاديمية.

وتوزعت محاور النقاش على 6 جلسات، إذ ناقشت الجلسة الأولى الأنظمة والقوانين والدعم الحكومي للجامعات وتحدث فيها رئيس الإتحاد د. أمجد برهم والوكيل المساعد لشؤون التعليم العالي د. إيهاب القبج، وناقشت الجلسة الثانية الجودة والنوعية وحوكمة الجامعات والحوار المجتمعي وتحدث فيها د. محمد السبوع والبروفسور روبن فوس الرئيس السابق لاتحاد الأكاديميين الكنديين، وناقشت الجلسة الثالثة تصنيف الجامعات وتحدث فيها رئيس الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة والنوعية د. وليد صويلح، أما الجلسة الرابعة فتمحور النقاش فيها على في البحث العلمي سبل تطويره وتنميته ودعمه وتحدث فيها رئيس أكاديمية فلسطين للعلوم والتكنولوجيا د. مروان عورتاني، وناقشت الجلسة الخامسة صندوق الطالب المحتاج ودور الحركة الطلابية في دعم الجامعات العصرية وتحدث في هذه الجلسة رئيس مجلس الطلبة في جامعة بوليتكنيك فلسطين وسيم الجمل، فيما خصصت الجلسة السادسة لنقاش وضع الجامعات الحكومية وتحدث فيها د. عطا الله بلالم.