حبش.. رائدة هندسة العمارة في بيرزيت تفوز بجائزة حسيب الصباغ وسعيد خوري للتميز

لمعت المهندسة نادية حبش في التصميم المعماري لتصبح أبرز مهندسي ترميم الأماكن التاريخية والتراثية على المستوى المحلي، إضافة لاعتبارها واحدة من مؤسسي دائرة الهندسة المعمارية في كلية الهندسة بجامعة بيرزيت وأستاذةً معتمدةً فيها.

حازت حبش على عدة جوائز لمساهمتها في مشاريع البناء والعمارة، كانت آخرها جائزة حسيب الصباغ وسعيد خوري عن فئة مشاريع مميزة في الهندسة المعمارية والترميم، عن مشروع ترميم قصور عرابة الذي نجح بالتعامل مع الإرث العمراني وإعادة توظيفه اجتماعيّاً.

 

قصور عرابة وتصاميم بارزة

تقول حبش إن مشروعها الفائز اشتمل على ترميم وتأهيل قصري حسين عبد الهادي وعبد القادر عبد الهادي والقصبة، لاستخدامها على التوالي مركزاً مجتمعيّاً يُعنى بالطفل والأسرة، ومركزاً ثقافيّاً شبابيّاً، وفضاءً عامّاً لإحياء المناسبات والاحتفالات.

وأكدت المهندسة حبش أن اتباع منهجية احترافية في عملية التوثيق والتدخل وتطبيق المعايير العالمية الصادرة عن اليونيسكو والإيكوموس تبعاً للمواثيق الدولية بدءاً من مرحلة التوثيق والتحليل الأثري والمعماري، مروراً بمرحلة التدخل والتصميم المعماري، وانتهاءً بمرحلة التنفيذ والتشغيل؛ هو أهم أسباب الفوز بالجائزة.

واعتبرت حبش حصولها على الجائزة مسؤولية كبيرة وتتويجاً لمسيرة طويلة من المشقة والتعب. وأضافت أن هذه الجوائز تقدم عرضاً لمشاريع مميزة رغم الظروف والبيئة الصعبة التي يعمل بها المهندسون، وهي وعي وتقدير للعمل الهندسي المتبع للأصول الهندسية الصحيحة.

ولم يكن ترميم قصور عرابة العمل الوحيد الذي حصلت من خلاله حبش على جائزة، فكانت لها تصاميم أخرى، منها مشروع حديقة الاستقلال في رام الله، والحديقة الأثرية في قصر هشام بأريحا، وخزانات دير إستيا وكفر عبوش، التي أقيمت في المركز التاريخي للقرية.

 

بيرزيت بيتي الأول

تقول حبش إنها على ارتباط تاريخي بجامعة بيرزيت، وتفتخر أنها جزء من الجامعة والهيئة التدريسية، معتبرة أنها بيتها الأول والمكان الذي احتضنها عقب تخرجها، وأن الجامعة ساهمت في تطوير مهاراتها أكاديميّاً وعمليّاً، مؤكدة أن نجاحها وتفوقها هما نجاح وتفوق للجامعة أيضاً.

ورغم منع الاحتلال لها من السفر لمدة 28 عاماً، إلا أنها استمرت بالاطلاع على الحركة العمرانية بالعالم وتطوراتها، من خلال المؤتمرات المحلية وورشات العمل، إضافة للاستفادة من العمل الأكاديمي في جامعة بيرزيت، وذلك لسعيها الدائم للارتقاء بالفن المعماري وخلق وعي عام للحفاظ على الموروث التراثي العمراني.

 

كلية الفنون ومشاريع مستقبلية

تعمل حبش على تصميم مشروع لإعادة وتأهيل الأحواش في البلدة القديمة لبلدة السموع في الخليل ومواءمتها لاستخدامها لأغراض التنمية الاجتماعية والمجتمعية لإنعاش المراكز التاريخية.

وقد تلقى المشروع اعترافاً دوليّاً بعد اختياره من قبل المجلس الثقافي البريطاني ليموَّل في إطار صندوق الحماية الثقافية البالغة قيمته 30 مليون جنيه إسترليني.

وفي الجامعة، قدمت حبش تصميماً معماريّاً لمشروع كلية الفنون والموسيقى، ويُعمل على تنفيذه داخل حرم الجامعة، وهو المبنى الأول الذي ينفذ للجامعة من تصميمها.