في بحث لأستاذ الإعلام صالح مشارقة: 72 % من الفلسطينيين تعرضوا لأخبار مضللّة

نشر أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت أ. صالح مشارقة بحثاً جديداً بعنوان: "الاخبار المضللة في فلسطين-بحث استكشافي في المضامين والقنوات وطرق المكافحة"، ويأتي هذا البحث الأول من نوعه كاستجابة لارتفاع وتيرة ظاهرة الأخبار المضللة والكاذبة على الصعيد المحلي والدولي، فقد بين البحث أن غالبية الفلسطينيين بنسبة 72% تعرضوا لأخبار مضللة.

يقدم البحث الذي نشره مركز "حملة- المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي في حيفا،  تأطيراً لغوياً وعملياً لمفهوم الأخبار المضللة مفصلاً لأنواع هذه الأخبار وموضحاً لخارطة عمل لمكافحتها، فيما اعتمد البحث لاستقصاء وجمع المعلومات على ثلاث أدوات بحثية إضافة لمراجعة أدبيات عالمية ومحلية حول الأخبار المضللة؛ الأولى، تنظيم ثلاث مجموعات تركيز حول مفهوم الأخبار المضللة مع فلسطينيين في الضفة الغربية، قطاع غزة، والداخل الفلسطيني 48، الثانية، استطلاع شمل 515 شخصاً، والثالثة، مقابلة مع خمسة خبراء في الإعلام ومراصد كشف الأخبار المضللّة. حيث قاس الاستطلاع نسبة وجود الأخبار المضللّة بشكل عام في فلسطين وفي أي نوع من الأخبار تنتشر هذه الأخبار بشكل أكبر (محلية، عربية، عالمية، إسرائيلية)، وكذلك نسبة وجودها في الإعلام التقليدي من صحف وإذاعات وغيرها، حول وجودها في الإعلام الاجتماعي ومواقع التواصل الاجتماعي، هذا وقاس البحث أكثر الأوقات انتعاشاً لانتشار هذه الأخبار، كالحرب، الانقسام السياسي، الكوارث، والانتعاش الاقتصادي، وغيرها من الفترات التي تشكل مناخاً خصباً لانتشارها.

ورصد الاستطلاع أن ما نسبته 72% من الفلسطينيين سبق أن تعرضوا لأخبار مضللة، أما عن مصدر هذه الأخبار، فقد أشار مشاركين في الاستطلاع إلى مسؤولية الجهات الاسرائيلية عنها بنسبة 54%، فيما تليها وسائل الاعلام بنسبة 39%، النشطاء الاجتماعيين 32%، الجهات الفلسطينية 29%. هذا وأشار البحث لزيادة وتيرة هذه الأخبار خلال فترات الأزمات، فقد شهدت أزمة فيروس كورونا المستجد انتشاراً لهذه الأخبار، وفقاً ل 70% من المشاركين، فيما يليها أوقات الحرب بين اسرائيل والفلسطينيين بنسبة 58%، ثم أوقات ارتفاع وتيرة الانقسام الفلسطيني بما نسبته 50%، وأثناء الدعايات السياسية للأحزاب بنسبة 41%، وفي فترة الهبوط الاقتصادي بنسبة 38%، وأثناء حملات الترويج والتسويق بما نسبته 34%، و22% أشاروا إلى أنها تزدهر في فترة الانتعاش الاقتصادي.

وقدم البحث توصيات حول سبل مكافحة الأخبار المضللة في فلسطين، وهذا يتضمن العمل على بناء مراصد تحقق مهنية تقودها مجالس إدارة مهنية غير مسيسة، لمكافحة الأخبار المضللة من وجهة نظر أهلية، وبناء شراكات بين المراصد محلياً واقليمياً، والانتقال من إدارة التقارير في المراصد إلى تدريب الجمهور على المكافحة والتحقق من صحة الأخبار، كما أوصى البحث بإدخال التربية الإعلامية في التعليم الفلسطيني في الكتل الجغرافية الفلسطينية الثلاث.