افتتاح معرض "اللد-الحديقة المغيبة"

افتتح متحف جامعة بيرزيت يوم الخميس 10 تشرين الأول 2018، النسخة السادسة من معرض المدن بعنوان: "اللد-الحديقة المغيبة"، وذلك ضمن فعاليات مهرجان قلنديا الدولي الرابع، والذي يتمحور برنامجه لهذا العام حول ثيمة "التضامن"، بالشراكة مع مؤسسة عبد المحسن القطان.

وقال نائب رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية د. عاصم خليل "إن هذا المعرض أصبح تقليدا يحتفي بالأبحاث المختلفة للمشاركين فيه، ويكون سجلا يستكشف ويوثق لخيوط الأفكار الأولية التي ألهمت حواراته وجولاته.

وأضاف: "يعكس معرض اللد، أفكارا وبحوثا قام بها مجموعة من الفنانين العالميين والمحليين والباحثين في تفاصيل مدننا المهجرة والمنكوبة، لترسيخ فكرة فنية يمكن أن تكون موروثاً تاريخيا للأجيال القادمة".

من جهته قال القائم بأعمال مدير متحف جامعة بيرزيت زياد حج علي، أن المعرض يهدف إلى تسليط الضوء على المدن الفلسطينية بشكل مختلف عن الصورة النمطية، وأن هذا المعرض يأتي ضمن عدد من المعارض السنوية التي يرى فيها متحف الجامعة مساحة بديلة للتعلم وإنتاج المعرفة عبر الانتاج الفني.  

ويسلط المعرض الضوء على عملية النزوح التي شهدتها مدينة اللد لسكانها الأصليين، وبالتحديد منذ نكبة فلسطين 1948.  فقد صمم المهندسان كليفورد هوليداي وأوتو بولتشك، خلال فترة الانتداب البريطاني، مخططًا لمدينة اللد، بحيث تتسم بروح الحديقة المثالية الحديثة، حيث كان من المفترض لها أن تكون مدينة خاصة لا يقطنها إلا المستعمرون البريطانيون؛ غير أن هذا الأمر لم يتحقق، وحافظت المدينة على معالمها الشرقية التي بقيت على حالها، ولم تتطور في المناطق التي كان يعيش فيها السكان المحليون. وقد زاد خط سكة الحديد من أهمية المدينة؛ كونه يشكل ملتقى شمال أفريقيا ولبنان وسورية، إضافة إلى مطارها الذي أكسبها أهمية بالغة، من خلال الرحلات الجوية العسكرية والمدنيّة التي ربطت المدينة بباقي مدن العالم. ندعو الفنانين المهتمين إلى دراسة أوجه الاختلاف والتشابه التي تتناول نموذج التخطيط الاستعماري البريطاني المُستحضر، وما ينطوي عليه من أشكال مكانية وأخلاقية، والتحول الذي شهدته مدينة اللد، وممارسات التطهير العرقي الذي تعرضت له المدينة وجعلها معزولةً عن محيطها بشكلٍ تعسّفي، وسياسات التخطيط العرقي المنهجية التي كانت تهدف إلى إضعاف المجتمعات الفلسطينية وقمعها لصالح المهاجرين اليهود.

ويطرح المعرض أسئلة هامة، أبزها: هل يحمل النازحون اللدَّاويون اليوم ذكريات أفلاطونية لمدينتهم؟ ربما ليست حديقة الفردوس التي صممها هوليداي وبولتشك على أمل أن تصبح حقيقة واقعة، بل تلك المدينة التي كانت تنعم بالتناغم التاريخي والاجتماعي، ولكنها تحولت اليوم إلى مدينة تتسم بالفوضى والعنف.

يذكر أن مشروع معرض المدن هو سلسلة معارض مستمرة أطلقه متحف جامعة بير زيت في بداية 2009.  ومؤسسة وصاحبة مبادرة المشروع هي الفنانة فيرا تماري.