فارس الجمل.. طالب الهندسة المبادر المتطوع المتفوق الموهوب

تمنح جامعة بيرزيت جائزة "يوسف نعواس للإبداع" للطلبة المتميزين المبادرين الساعين لخدمة مجتمعهم وشعبهم في كل مكان. ومؤخراً، فاز الطالب في كلية الهندسة والتكنولوجيا فارس تيسير الجمل بالجائزة عن عام 2017، وذلك لإسهامه الفعال في النشاطات اللامنهجية والاجتماعية وتميزه في الأعمال الفنية وخدمة المجتمع.

ولدى تسلمه الجائزة من رئيس الجامعة، لفت فارس (20 عاماً) الأنظار إليه بحضوره المميز وخطابه الجذاب وإسهاماته المجتمعية المتنوعة والجوائز التي حازها محلياً وعربياً، فجائزة "يوسف نعواس للإبداع" لم تكن الأولى.

ما وصل إليه فارس إلى الآن لم يكن وليد الصدفة، إذ قال إن والديه لعبا دوراً محورياً في صقل شخصيته، فقد كانا يحفزانه دائماً ومنذ صغره على الخروج والاستكشاف والاحتكاك بالأفراد والمؤسسات، وهذا ما ساعده لاحقاً على إيجاد فرص للتدريب والتطوع في مجالات الموسيقى والرياضة وصناعة الأفلام وخدمة المجتمع.

"خلال سنوات دراستي، قمت بتطوير عادة التجربة والتعرف والتقرب من كل ما يستهويني ويلفت انتباهي، وإن كان تحقيق ذلك صعباً على أرض الواقع، كنت أبحث عن دروات تدريبية من خلال الإنترنت. لقد ساعدني ذلك على تطوير مهاراتي في التحدث أمام الجمهور ونسج علاقات جديدة".

اجتهاد فارس وجد التقدير مبكراً، فقد فاز بالمركز الأول في مسابقة العزف على العود التي تنظمها وزارة التربية والتعليم ثلاث مرات، وكان أول فلسطيني يفوز بالجائزة الدولية لصاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي في مجال الفنون وصناعة الأفلام.

ولأن المعرفة يجب أن تقترن بالممارسة، فقد بادر فارس، وهو ما زال طالباً في مسقط رأسه طولكرم، إلى تنظيم عروض وورشات عمل في الموسيقى والعزف على العود.

انتهت المرحلة المدرسية بحصول فارس على معدل 96% في الثانوية العامة، وانتقل بعد ذلك لدراسة الهندسة الميكانيكية في جامعة بيرزيت، وهو التخصص الأقرب لهندسة الطيران الذي لطالما حلم بدراسته ولكن هذا الحلم لم يتحقق إلى الآن لعدم توفر هذا التخصص في الجامعات المحلية أو العربية، ولمنع أي شخص يحمل الجنسية الفلسطينية من دراسته في الجامعات الغربية.

وعن اختياره جامعة بيرزيت يقول فارس: "اخترت جامعة بيرزيت بسبب سمعتها الأكاديمية وجوها الجذاب. كنت أسمع والدي وأقارب لي يتحدثون باعتزاز عن أيامهم في هذه الجامعة، وقررت تجربتها بنفسي واختبار ما كانوا يتحدثون عنه".

ومع أن في رصيده الكثير من المبادرات والإنجازات، إلا أنه قرر جعل فترة دراسته الجامعية مرحلة مختلفة، وذلك لكي يمد نفسه بالطاقة من جديد وكي لا يركن إلى إسهاماته السابقة، فالتحق بجامعة بيرزيت وكله استعداد لاستكشاف مفاهيم جديدة والوصول إلى آفاق جديدة.

ومنذ يومه الأول في جامعة بيرزيت، سعى فارس إلى إكمال المشوار الذي بدأه منذ الصغر، فانخرط في العديد من الأنشطة والنوادي والحملات اللامنهجية ومنها: نادي الفلك ونادي المناظرات والشبكة العربية للابتكار "عين" وحملة الحق في الحركة وبيت العلوم ومعمل الأفكار.

يقول: "عامي الأول في الجامعة كان للتجربة، كنت أسعى لتجربة كل شيء واكتساب المعرفة بقدر ما أستطيع، ولكن في العام الثاني ركزت على هدفي الحقيقي، وهو هندسة الطيران، ركزت كافة جهودي على اكتساب فهم جديد لهندسة الطيران، كنت أقرأ الكتب وألتحق بدورات عبر الإنترنت، بل أحاول أن أحدد مقرراتي في جامعة بيرزيت حول هندسة الطيران"، لافتاً إلى أن تجاربه السابقة، مثل مؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي ساعدته في رسم المعلومات من جميع المصادر.

"لقد علمتني رحلتي في جامعة بيرزيت -التي لم تنته بعد- أن أتحدث عن كل شيء وعن الجميع. لقد علمتني أهمية حرية الفكر والتعبير، وأهمية اتباع أسلوب تفكير مستقل مع الحفاظ على التواصل الاجتماعي والمجتمعي. والأهم من ذلك، أنها علمتني أن أنظر إلى كل شيء نظرة حاسمة، الجامعة هي المكان المثالي لاستكشاف ما تريد وما لا يعجبك".

وحول دراسته الأكاديمية، يقول فارس: "أنا أحب تخصصي، وهذا هو السبب في أنني لا أشعر أن لدي عبئاً على كتفي للدراسة، وأعتقد أنك ستستمتع ببرنامجك إذا اخترت ما تحب لا ما يفضله الآخرون".