دائرة الاعلام تنظم ندوة حول التحركات الشعبية في العالم العربي

قال د.وليد الشرفا رئيس دائرة الاعلام في جامعة بيرزيت، ان التحركات الشعبية في العالم العربي متشابكة ومعقدة ولا يمكن قراءاتها بشكل منفصل، وان التقسيم الوارد في محاور هذه الندوة ليس الا لعرض تنظيم النقاش ، مؤكدا انها تحركات قائمة على  حسابات اقليمية وايدولوجية واعلامية معقدة، ومشيرا الى ان القراءة الاعلامية هي الاخطر كونها تعيد ترتيب الاولويات وخلق سياقات للمعنى بين حدث وقضية ورمز .

جاء ذلك خلال ندوة نظمتها دائرة الاعلام في جامعة بيرزيت بعنوان " التحركات الشعبية في العالم العربي بين حلم التغيير وهواجس التبعية " بحضور اساتذة الاعلام والعلوم السياسية: د. باسم الزبيدي  د.باسم عويضة ، د.سمير عوض ، و الصحفي خليل شاهين ، وحشد من طلبة الاعلام.

واوضح أستاذ العلوم السياسية  د. زبيدي ان التحركات الشعبية التي تحدث في العالم العربي كمصر وتونس  هي نتيجة لتحرك الافراد وثورتهم ضد الانظمة التقليدية الحاكمة سعيا نحو التغيير والاصلاح ، مشيرا الى ان عدم حصول مثل تلك التحركات الجماهيرية سابقا هو نتاج لعدة اسباب منها : استبدادية الانظمة العربية ، عدم وجود تداول سلمي للسلطة ، تقييد الحريات وقمع الافراد ، عدم الاستجابة لمطالبهم ، احتكار الاموال ، اضافة الى التبعية العربية للانظمة الغربية .

وفي قراءة ايديولوجية للدكتور عويضة، اشار الى ان هذا الحراك في العالم العربي لن يقود الى أنظمة ديموقراطية حقيقية، كذلك الحراك الذي حصل في اوروبا هو بفعل  ثورات قادها علماء ومثقفين ومفكرين، مبنية على أسس فكرية ممنهجة ، مؤكدا على ضرورة ان يستند التغيير على ايديولوجية فكرية تنويرية واضحة من اجل ان يكون لها التاثير الأكبر والأوسع في سبيل النهوض بالمجتمعات العربية وتقدمها ، داعيا كافة الطلبة الى ضرورة التشبث بالعلم والبحث عن المعرفة كركيزة اساسية نحو الاصلاح والتغيير في المجتمع ، وبناء الفكر الايجابي .

ومن جانبه، اكد أ.شاهين على ان الاعلام له الدور الفاعل والرئيسي في نقل الصورة الحقيقية لما يحدث في العالم العربي مشيرا الى ان التحيز والتبعية لا يساعد بتاتا على التغيير والاصلاح .

واضاف  ان : " الفيس بوك لا يعمل ثورة وانما يسرع عملية التغيير في المجتمعات " ، موضحا ان التحركات الشبابية التي حصلت عملت على اعادة النظر في كيفية استخدام ادوات العمل الالامي بطريقة موضوعية تخرج من نبض الشارع ومتطلبات الافراد .

وفي السياق ذاته ، اعرب د.عوض عن تفاؤله لما يحدث في العالم العربي ، مؤكدا على اهمية العلم والمعرفة في سبيل النهوض بالمجتمعات ورقيها، والخروج من التبعية المستشرية في شعوب العالم العربي ،موضحا ان هذه التحركات الشعبية عملت على اعادة الاعتبار لكافة الطبقات المهمشة والفقيرة وان هذه التغييرات هي دليل واضح انهم المحرك الاساسي في عملية التغيير.