ندوة بعنوان "الدولة العميقة والسياسة الخارجية"


نظم معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية يوم الإثنين 23 أيار 2016 ندوة بعنوان "الدولة العميقة والسياسة الخارجية" قدّم فيها علي أبو بكر، أحد خريجي المعهد، مداخلة استناداً على أطروحته الجامعية في هذا الموضوع، تلاها تقديم مداخلة من د. علي الجرباوي تعقيبا على ما ورد في الأطروحة.

وقال أبو بكر أن الدولة العميقة هي حالة سياسية توجد في الدول عموماً، وذلك عندما تتولى وكالات وأجهزة مهام وأدوار ليست لها، ويفترض أن تقوم بها أجهزة ومؤسسات أخرى، أوكل لها هذه المهام. من مثل تولي أجهزة أمنية وعسكرية، مهام يفترض أن تقوم بها السلطات التشريعية والتنفيذية الحكومية. وبالتالي يصبح هناك نوع من الدولة المزدوجة، بين ما يسمى الدولة المعيارية الرسمية، والوكالات التي تفرض نفسها وتأخذ أدوار في رسم السياسات والقرارات، بينما يفترض ان تقوم بتنفيذ القرار السياسي الرسمي.

وأوضح أبو بكر، أن الإشكالية في هذا الموضوع تبرز بالاستخفاف الأكاديمي والتجاهل من قبل الدارسين وخاصة القريبين من السلطة، بالإضافة لتعدّد المفاهيم والمصطلحات المترادفة حول الموضوع مما يُصعب من مهمة البحث.

بدوره قال د.علي الجرباوي في مداخلة له حول الموضوع أن التوصيفات تستخدم في العادة لإضافة معنى توضيحي، ولكي يكون للصفة فائدة لا بد من وجود نقيض لها، ولكن نقيض الدولة العميقة غير موجود، فلا يوجد دولة "ضحلة" أو دولة "سطحية" أو أي نقيض أخر، وبالتالي يصعب التسليم بالمصطلح ودلالته.

وأضاف أن الدولة يجب أن تمتلك القدرة على فرض قراراتها، وهنا لا بد من التساؤل إن كانت الدولة العميقة مرحلة مؤقتة تمر بها الدولة أم أنها صفة دائمة. وأوضح أنه لا يمكن اعتبار الدولة العميقة حالة خاصة من حالات الدولة لعدم إمكانية تحديد فترة ظهور الدول العميقة ولا يمكن تحديد خصائصها التي تميزها عن غيرها من الدول، خاصة أن جميع الدول تعمل بسرية سواء على مستوى التحالفات أو الاتفاقيات أو الزيارات وغيرها، وبالتالي لا يمكن اعتبار السرية صفة تميز الدول العميقة عن غيرها.

شارك في الندوة كل من د. أحمد عزم الذي شارك الطالب علي أبو بكر طروحاته، مؤكدا على أنّه لا يمكن تصنيف الدول إلى عميقة، وأخرى غير عميقة، بل هي حالة موجودة في كل البلدان، حيث تحاول جهات لعب دور يفترض أن تقوم به جهات رسمية أخرى، وقال إنّ هذه الحالة تتراجع أو تظهر من حين لآخر.

وأدارت الندوة، رئيسة دائرة العلوم السياسية، في جامعة بيرزيت، د. لورد حبش، التي أكدت أهمية أطروحة أبو بكر، والتي بناها على دراسة خمس حالات عملية، بهدف تطوير نموذج نظري يشرح الظاهرة.

وعَقِب الندوة تكريم للطلبة المتفوقين في برنامج ماجستير الدراسات الدولية في المعهد، حيث قام مدير المعهد د. عبد الكريم البرغوثي ود. علي الجرباوي بصفته من مؤسسي المعهد، بتسليم الدروع إلى الطلبة المتفوّقين، وهم: أماني الشريف، ورانية سعادة، ورنيم العزة، ووسام محفوظ.