الجامعة تكرم إلياس خوري

نظمت جامعة بيرزيت، يوم الثلاثاء 24 أيار 2016، حفلاً تكريمياً للروائي والكاتب المسرحي والناقد إلياس خوري، والحائز على جائزة محمود درويش للإبداع في دورتها السابعة، والتي تبرع بقيمتها المادية لجامعة بيرزيت.

وقدم خوري مداخلة عبر الأقمار الصناعية من بيروت حضرها رئيس الجامعة د. عبد اللطيف أبو حجلة ووزير الثقافة د. ايهاب بسيسو، وعدد من أساتذة الجامعة وطلبتها،  بعنوان: أين نحن من الإعراب.

وبدأ خوري مداخلته قائلاً: "أشكر جامعة بيرزيت على هذا التكريم، وأقف ممتلئًا بالشوق إلى صديقي محمود درويش الذي أنال جائزته". وعاد إلى الشاعر راشد حسين، مستلهمًا فكرة كلمته من قصيدته "دروس في الإعراب".

وأكد أن زمن المقاومة قادر على تحويل المفعول به إلى فاعل والعكس؛ إذ لم يعالج انقلاب الأدوار على سبيل الإعراب، بل على الوظيفة التي ينازع فيها المفعول به الفاعل، فيتحول السجين من مفعول به إلى مقيِّد للسجان، وقال إن الطالب- المفعول به، بالمعنى النضالي المقاوم، أستاذ- فاعل، لا يقنع بما قولبه فيه علم النحو.

وأطنب في استلهام المعاني من قصيدة حسين، وأطال في استعراض قولة حسين "سيدي يحلم بالثورة لكنه لا يقاتل"، وأكد على المعنى المتستر خلف الفكرة المباشرة، ووصل إلى النتيجة: "(لا يقاتل) هي الحقيقة"! ولم يغفل التذكير بأن "الثورة" لا تجرها الباء. ووصل إلى ما يراها حتمية التاريخ: انقلاب الأدوار سمة الوجود.

وقال أبو حجلة إن الجامعة تلقت هذه اللفتة الكريمة بكثير من الفخر والاعتزاز، وإن هذا التبرع السخي الذي قدمه خوري لجامعتنا ما هو إلّا انعكاس لفكره الذي نشهده في أدبه ومواقفه تجاه القضية الفلسطينية، حيث كان صوت كل الفلسطينيين في بيروت. لذا، لا يُمثل حصول خوري على هذه الجائزة حدثًا تكريميًّا وأدبيًّا فقط، بل هو بمثابة رسالة شكر وعرفان من شعبنا الفلسطيني لكل الإسهامات والنضالات التي قدمها في حقول الأدب، والثقافة والسياسة على مدار العقود الماضية".

من جهته خاطب أبو حجلة خوري قائلاً:  "إن تكريمك اليوم هو احتفاء بالصوت الصادق والحقيقي، هو احتفاء بأنفسنا، هو تعبير عن امتناننا كفلسطينيين أولاً لكل مواقفك وآرائك، وكجامعة بيرزيت، التي نالها من حبك لهذا الشعب قسط وافر.شكرًا لك مرة أخرى، وسعادتُنا بالاستماع إلى صوتك، لا تعادلها إلا سعادتنا برؤيتك بيننا، وكما وعدت، عندما تتحرر فلسطين."

وقدمت الجامعة للكاتب خوري درع جامعة بيرزيت والذي استلمه نيابة عنه مدير مؤسسة الدراسات الفلسطينية خالد فراج.

يذكر أن الياس خوري هو روائي وناقد وكاتب مسرحي لبناني وأستاذ جامعي، ولد في بيروت سنة 1948. ويرأس تحرير "مجلة الدراسات الفلسطينية". كتب اثنتي عشرة رواية، منها: الجبل الصغير، والوجوه البيضاء، وباب الشمس. ترجمت مؤلفاته إلى أكثر من عشر لغات منها العبرية. وقد أصدر مؤخرًا رواية "أولاد الغيتو".

شغل منصب رئيس تحرير الملحق الثقافي لصحيفة "النهار" من عام 1992 حتى عام 2009. وحاز عام 2011 على وسام جوقة الشرف الإسباني من رتبة كومندور، وهو أعلى وسام يمنحه الملك خوان كارلوس، تكريمًا لمساره الأدبي؛ وفاز بجائزة اليونسكو للثقافة العربية لعام 2011 تقديرًا للجهود التي بذلها في نشر الثقافة العربية وتعريف العالم بها، وفاز بجائزة محمود درويش للإبداع في دورتها السابعة، وقد تبرع بقيمتها المادية لجامعة بيرزيت.