رسالة إلى د. حنا ناصر

مُعلمي د. حنا ناصر المحترم

رئيس لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية

أُحييك بتحية الوطن ،،،

أكتب لك هذه الرسالة مع تمنياتي أن تكون بسمتك دائمةَ الإشراق كما تعودنا عليها، وهي النابعة من روحك الوطنية دائمة التفاؤل والعطاء..

أما بعد،

ستذهب الى قطاع غزة استكمالاً لكافة المشاورات والجهود مع كل المعنيين لتذليل العقبات بشأن إجراء الانتخابات التشريعية أولاً ثم الرئاسية، من أجل عودة الحياة الديمقراطية الفلسطينية التي هي في ذمة الله.

كان الله في عونك يا دكتور على هذه المهمة التي يتوق الشعب أن تكون ناجحة، نعم.. فهذه قوتك الأساسية في طرح الموضوع بكل قوة على كافة الطاولات بأن الشعب يريد الخلاص من واقعه السيئ، من خلال صندوق الانتخابات ويكفينا تيهاً وتهلكة، وذكرهم بأن التاريخ لن يرحم من سيقف أمام إعادة اللُحمة الوطنية للجسد المُنهك.

أعلم جيداً بأن التحولات الديمقراطية في العالم لم تحدث بكبسة زر، لكن علينا أن نحاول ونحاول ثم نحاول الى أن نجد هذا الزر ونضغط عليه من أجل تدمير كل العوائق التي تحول دون توجه المواطن الفلسطيني الى صندوق الاقتراع، وأعلم أيضاً بأن هذه العوائق تزداد يوماً عن يوم، وتتكاثر بطريقة مُمأسسة تجعلنا كشعب لا نستطيع تحطيمها وتجاوزها بسبب ارتباطها بقوى أكبر منّا للأسف ما لم يدركوا بأن الضحية بالمحصلة النهائية هي القضية الفلسطينية.

لهذا أخبرهم كما علمتنا ونحن في معاركنا التي خضناها ضد بعضنا البعض أيام الحركة الطلابية بأننا بالمحصلة النهائية أبناء قضية واحدة، وأننا جميعاً أبناء جامعة بيرزيت، علمهم بأن المصلحة العامة أهم من المصالح الخاصة، علمهم ما علمتنا إياه بأن قرارات الحركة الطلابية تصنع داخل أسوار جامعتنا وليس من طهران ودمشق أو USAID أو الدوحة.

دكتور حنا..

فرق كبير بين النظرية والتطبيق، لكن حتى نظريات التحول الديمقراطي التي تعلمتها من مختلف المُفكرين من "صامؤيل هانتغتون"  أو "روبرت دال" أو "ألان تورين" لا تنطبق على حالتنا الكارثية، وهذا ما على لجنة الانتخابات المركزية فهمه، حتى تدرك بأن طريقها الى صندوق الاقتراع ليس نزهة، وكلما طالت ازدادت صعوبة، بالتالي عليها التعامل مع الواقع بطرق غير تقليدية، من حيث الضمانات التي ستطلبها الفصائل من أجل إنجاح عملية الانتخابات، وما هي المتطلبات التي يجب أن تتم من أجل تمهيد الطريق للوصول الى الانتخابات، ليس فقط التشريعية وإنما الرئاسية أيضاً.

لهذا يا دكتورنا، إن أردنا أن نمر بهذه المرحلة بسلام عليك مواجهتهم بما يجب أن يسمعوا وليس فقط ما يحبونه، يجب أن يواجهوا الواقع كما هو، وواقعنا كأس مرير، يجب على كافة "القيادات" أن تتجرع جزءاً منه من أجل إنهائه من كل طرف من الأطراف حتى نتخطى هذه المرحلة.

لكل اجتهاد معطياته، وأنا أعلم بأنك ستبذل كل الطاقة والأوراق التي لديك، لذلك ليس فقط الرئيس هو من ينتظر عودتك من قطاع غزة، وإنما كل الشارع الفلسطيني سينتظر عودتك وأنت تحمل البشارة، لأنه بدونها ستدخل قضيتنا مجدداً الى دهاليز معتمة لا يتمناها الجميع.

بانتظار عودتك،،،

الآراء الواردة في المدونة تعبر عن رأي كتابها، وليس بالضرورة عن رأي الجامعة.