نساء وحشيش وأحزاب جديدة

حضور حاشد ونوعي وأنيق حضر مناسبة إطلاق دليل الخبيرات الفلسطينيات والذي نظمه مركز تطوير الاعلام في جامعة بيرزيت. وهو ما يعكس حجم الحاجة الى هذا الدليل والتأييد لفكرة إصداره.

رغم ما تحقق فان نسب ظهور المرأة كمتحدثة خبيرة على الشاشات وعبر الأثير وفِي متن الصحف ما زال دون المستوى المطلوب. الدليل خطوة لجسر هذه الهوة على طريق تحقيق العدالة، والعدالة أوسع واشمل وأوجب من المساواة.

عدد الخبيرات في الدليل أقل مما يجب، ودون العدد الحقيقي بكثير، لم نستطع الوصول لجميع الخبيرات في الداخل والخارج، بعض الخبيرات رفضن كراهية بالتمييز، وبعضهن لا يمتلكن الرغبة في الظهور عبر الاعلام، وبعضهن لا يعتقدن إنهن يمتلكن المهارة المطلوبة للحديث للجمهور عبر وسائل الاعلام.

مارسنا التشدد في المعايير بمجالات تحققت فيها الوفرة، وتساهلنا في مجالات تشهد ندرة، حاولنا تحقيق تمييز إيجابي لصالح تخصصات ومناطق لا تحظى بالاهتمام وللمتحدثات باللغات الأجنبية.

النسخة الالكترونية من الدليل ستظل مفتوحة للإضافة وللسيدات الراغبات بزيادة قدراتهن في الحديث عبر الاعلام أو الظهور الأمثل خلال المقابلات الإذاعية والتلفزيونية والبرامج الحوارية سيكون لهن تدريبات متخصصة.

سيظل يحدونا الامل بأن نشهد اهتماماً من قبل وسائل الاعلام في تقديم شخصيات وكفاءات جديدة وتوسيع قوائم المتحدثين الخبراء في شتى المجالات من الجنسين.

فلربما نرى في المستقبل صنفا جديداً ناجحاً من الوزراء وقادة الرأي والمؤسسات، وربما نشهد لاحقاً ولادة احزاب جديدة وتكتلات سياسية جديدة، ما احوجنا إلى تبديل الأطقم القديمة من الشخصيات والمؤسسات!! ما احوجنا إلى التقدم للأمام ولو بمجرد عدة خطوات جريئة!!

آمالنا تتقلص رغم أنها صغيرة ومؤجلة، لم يعد لدينا الجرأة للحديث عن آمال كبيرة لا بوحدة هدف ولا جسم القيادة ولا بانهاء الانقسام ولا بالقضاء على الفلتان، ولا بالاتفاق على اجراء الانتخابات أو وضوح في الخطاب، ولا بإنشاء مؤسسة جامعة وجاذبة لا يكون الخروج منها أو تعليق العضوية فيها أو مقاطعة أعمالها أمراً مستساغاً وسهلاً، جيد أننا ما زلنا نستطيع مكافحة زراعة الحشيش، والحديث عبر الفيسبوك. والاستفسار عن أسباب عدم ولادة احزاب جديدة.

الآراء الواردة في المدونة تعبر عن رأي كتابها، وليس بالضرورة عن رأي الجامعة.