العرب أمام مفترق طرق

يقدم موسى ناصر في مقاله هذا صورتين متضادتين لما قد يؤول إليه الواقع العربي بعد وفاة جمال عبد الناصر (28 أيلول 1970)، بناءً على الطريق الذي سيختار العرب السير فيه؛ الوحدة أم التفكك. وبعد أن عرفنا جميعاً الطريق الذي وقع الاختيار عليه، نكون -كعرب- قد فرطنا بحياة ”مثالية“ كانت تنتظرنا، يسرد علينا المقال بعض تفاصيلها.

الفقرات الثلاث التالية بعض المقتطفات من المقال ..

 

وبينما يسود الاضطراب العالم، يجد الشعب العربي نفسه مفككاً وضعيفاً، وغير قادر على تقرير مصيره بنفسه، عاجزاً حتى عن حماية أرضه ومصالحة، مما يضطر كل دولة عربية أن تستجدي الحماية وأن تخضع بصورة طوعية لنوع من الاستعمار المقتنع، وذلك لتحمي سيادتها الهزيلة، وفي بعض الأحيان تحافظ على مصالحة الطبقة الحاكمة فيها. وعلى هذه الدول، بالطبع، أن تدفع ثمناً باهضاً لهذه الحماية المأجورة تدفعه من كرامتها وعلى حساب مصالح شعبها..

الدولة العظيمة التي (كانت) سوف تنبثق عندما تتحد الدول العربية. وهي بما تضمه من أراضي واسعة في مراكز استراتيجية في العالم، وبما فيها من طاقات بشرية تتمتع بذكاء فطري، وبما تحتوي عليه من إمكانات اقتصادية كبيرة، سوف تكون قادرة على حماية كل جزء من أجزائها. وذلك فضلاً عما تستطيع أن أن تقدمه من مساعدات بدون مقابل للشعوب الفقيرة، وعما تستطيع أن تبذله في خدمة السلام العالمي.

عندما تقوم دولة قوية كهذه، تضطر الدول الكبيرة الأخرى إلى خطب ودها وصداقتها وإلى الحرص على التعاون معها، بدلاً من أن تكون كما هي الآن، طامعة في السيطرة على أجزائها المتفرقة واستغلالها. وبالرغم من كل الفوائد الواضحة، لا يجوز أن يسعى العرب نحو الوحدة بواسطة القوة

الآراء الواردة في المدونة تعبر عن رأي كتابها، وليس بالضرورة عن رأي الجامعة.